تحتل المدن الناشئة في جميع أنحاء العالم مركز الصدارة في سباق التكنولوجيا العالمي، حيث تدفع الابتكار الحدودي وتعمل على تسريع التقنيات المبتكرة التي يمكن أن تغيّر مجرى الاقتصاد العالمي. بينما لا تزال منطقة خليج سان فرانسيسكو تهيمن على نحو ثلثي تمويلات الشركات الناشئة العالمية، يظهر الآن جيل جديد من المدن التي تبرز بشكل متزايد، لتصبح منافسة رئيسية في هذا القطاع الحيوي.
في عام 2025، وفقًا لبيانات شركة StartupBlink، شهدنا تطورًا ملحوظًا في العديد من المدن التي تلعب دورًا محوريًا في هذا المجال. بعض هذه المدن ليست فقط في الولايات المتحدة، بل تشمل أيضًا مدنًا من آسيا، مثل الصين والهند، حيث بدأت هذه المدن في التميز في العالم التكنولوجي وتهيمن على العديد من الأسواق التكنولوجية الكبرى.
تبقى منطقة خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، في الولايات المتحدة، هي الرائدة عالميًا في مجال الشركات الناشئة، حيث تصدرت القائمة لعام 2025 بنقاط مبهرة بلغت 853. لم يعد هذا المركز متزعزعًا نظرًا لأن المنطقة تشتهر بموقعها الجغرافي المناسب، بالإضافة إلى وجود أكبر الشركات التقنية مثل “غوغل” و”أبل” و”فيسبوك”، التي توفر بيئة مواتية للنمو والابتكار.
على الرغم من هيمنة سان فرانسيسكو، إلا أن الأسواق الآسيوية تشهد صعودًا ملحوظًا. على سبيل المثال، تم تصنيف مدينة بكين في المرتبة الخامسة عالميًا، برصيد 137 نقطة. وتتمتع بكين بسمعة قوية في مجال التكنولوجيا والابتكار، مما يجعلها واحدة من أكثر مدن الشركات الناشئة نموًا في العالم.
أما في الهند، فقد احتلت بنغالور المركز العاشر في القائمة، برصيد 78 نقطة. تعد بنغالور من أكبر أسواق التكنولوجيا في الهند، حيث تحتضن العديد من شركات التكنولوجيا الكبيرة كما تشتهر بأنها موطن للكثير من مهندسي الذكاء الاصطناعي.
من ناحية أخرى، تتمتع لندن بمكانة قوية في المرتبة الثالثة عالميًا، حيث حصدت 187 نقطة، بفضل تنوع قوتها العاملة، وقربها من أبرز الجامعات العالمية، والدعم الحكومي الذي يساعد الشركات الناشئة على النمو. هذه العوامل تجعل من لندن بيئة مثالية لريادة الأعمال في أوروبا، ما يجعلها مركزًا عالميًا للابتكار التكنولوجي.
وتعتبر باريس أيضًا واحدة من المدن العالمية البارزة في هذا القطاع، حيث تقع في المركز الثامن برصيد 82 نقطة. تشتهر باريس بنظامها الجامعي القوي وتدفق الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا، مما يساعدها على النمو السريع في عالم الشركات الناشئة.
من أبرز الاتجاهات التي تهيمن على عالم الشركات الناشئة في عام 2025 هو النمو الكبير في قطاع الذكاء الاصطناعي. الهند، التي تشتهر بتوافر المهارات التقنية الواسعة في هذا المجال، على سبيل المثال، أصبحت مركزًا رئيسيًا للذكاء الاصطناعي بفضل العديد من الشركات الناشئة التي تعمل في هذا المجال.
أما في الصين، فقد أدت ابتكارات الشركات الصينية في الذكاء الاصطناعي إلى ولادة أكبر شركة يونيكورن في العالم في 2025، بقيمة تقارب ثمانية أضعاف أقرب منافس لها في الولايات المتحدة. يشير هذا إلى أن الصين قد حققت تقدمًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني.