كشف تقرير “الحالة العالمية للطاقات المتجددة 2025” الصادر هذا الأسبوع عن منظمة “REN21″، أن الصين أضافت وحدها 445 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة خلال عام 2024، وهو ما يمثل 60% من إجمالي الإضافات العالمية.
هذا الرقم غير المسبوق لا يسلط الضوء فقط على حجم الطموح الصيني، بل يؤكد أيضًا على الدور المحوري الذي تلعبه بكين في قيادة التحول العالمي نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة.
يأتي هذا التوجه القوي استجابةً لتحدٍ مزدوج تواجهه الصين؛ فمع النمو الاقتصادي المتسارع والتوسع الحضري وارتفاع مستويات المعيشة، شهدت البلاد زيادة هائلة في استهلاك الطاقة، حيث تضاعف نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء سبع مرات تقريبًا بين عامي 2000 و2023، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وفي الوقت نفسه، تسعى الصين، بصفتها أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.
أثمرت هذه الاستراتيجية عن نتائج ملموسة، مدفوعة بمزيج من التخطيط السياسي طويل الأمد، والدعم الحكومي السخي، والحوافز السوقية، فقد قدمت الحكومة الصينية إعفاءات ضريبية، وتعريفات تفضيلية، وأولوية في الوصول إلى الشبكة لمنتجي الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى فرض أهداف طاقة نظيفة على الحكومات المحلية والشركات المملوكة للدولة.
وعلى الصعيد العالمي، أضاف العالم أكثر من 700 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة في العام الماضي، وهو أكبر نمو سنوي حتى الآن.
يوضح الرسم البياني المرفق أن هذا الجهد كان مركزًا في عدد قليل من الأسواق الرئيسية، مع لعب الصين دورًا استثنائيًا، ففي حين أضافت أوروبا 92 جيجاوات (12%) وأمريكا الشمالية 56 جيجاوات (8%)، فإن إجمالي ما أضافته الصين وحدها يتجاوز إضافات بقية دول العالم مجتمعة.
ومما يثير القلق هو أن بعض الدول المؤثرة بدأت في التراجع عن السياسات الداعمة للتحول الأخضر، مع عودة واضحة للولايات المتحدة نحو دعم الوقود الأحفوري منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
يجعل هذا التباين في السياسات العالمية من الدور الصيني أكثر أهمية، حيث أصبحت بكين، بفضل قاعدتها الصناعية الضخمة في تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، المحرك الرئيسي الذي يدفع بقطار الطاقة النظيفة إلى الأمام في مواجهة التحديات العالمية.