شهدت ليلة الخميس تصعيدًا جديدًا ينذر باشتعال واسع للصراع في الشرق الأوسط، حيث أفادت تقارير صحفية أمريكية بأن الرئيس دونالد ترامب وافق مبدئيًا على خطط لشن ضربة عسكرية ضد إيران، دون اتخاذ قرار نهائي بعد.
ووفقًا لشبكة “CBS”، الشريكة لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC” في الولايات المتحدة، فإن ترامب أرجأ تنفيذ الضربة لإعطاء فرصة لإيران للتخلي عن برنامجها النووي.
تركز الخطط الأمريكية المحتملة على منشأة “فوردو” النووية، وهي منشأة لتخصيب اليورانيوم تقع تحت الأرض، ويصعب استهدافها بضربات تقليدية.
أشار “ترامب” بتصريح مبهم حين قال: “ربما أضرب، وربما لا، لا أحد يعلم ما سأفعله”، مؤكدًا على سياسته القائمة على الغموض الاستراتيجي.
يأتي هذا في وقت تصاعد فيه التوتر بشكل حاد بين طهران وتل أبيب، إذ واصل الكيان المحتل هجماته على مواقع إيرانية، مستهدفًا منشآت صاروخية ونووية.
وردّت إيران بإطلاق صواريخ فرط صوتية، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يبلّغ عن أضرار جسيمة، ومن جانبها، حذّرت إيران من مغبة أي تدخل أمريكي، إذ قال المرشد الأعلى علي خامنئي: “التدخل العسكري الأميركي سيكون مكلفًا، ولن تخضع الأمة الإيرانية”.
ورغم هذا التصعيد، لم توجّه الولايات المتحدة طلبًا رسميًا لاستخدام قواعدها في قبرص أو دييغو غارسيا لتنفيذ عمليات هجومية، وفق مصادر بريطانية.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزيرها ماركو روبيو سيلتقي نظيره البريطاني ديفيد لامي في واشنطن لبحث التصعيد الإيراني.
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أمام لجنة في مجلس الشيوخ قائلاً إن البنتاغون مستعد لتنفيذ أي أوامر رئاسية يصدرها “ترامب”، وترافق ذلك مع حشود عسكرية أمريكية في المنطقة، إذ اتجهت حاملة الطائرات “نيميتز” من جنوب شرق آسيا للانضمام إلى “كارل فينسون” في الخليج، إلى جانب نشر طائرات شبحية من طراز “F-22″ و”F-35”.
وأشار تقرير “CBS” أن الداخل الإيراني شهد موجة نزوح في طهران، مع محاولات آلاف المواطنين الفرار من العاصمة البالغ عدد سكانها 10 ملايين، خشية التصعيد الإسرائيلي.
وفي هذه الأثناء، حذر التلفزيون الإيراني الرسمي من الانسياق وراء “مقاطع مفبركة”، في إشارة إلى عملية اختراق بثت خلالها رسالة تدعو الإيرانيين للانتفاض ضد النظام.
وقد أوردت منظمات حقوقية مقرها واشنطن أن الهجمات الإسرائيلية منذ يوم الجمعة أودت بحياة 585 شخصًا في إيران، من بينهم 239 مدنيًا، في حين أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 مستوطنًا جميعهم من المدنيين.