يونيو ١٦, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
التأثير الاقتصادي لصراع إيران وإسرائيل: تداعيات عالمية وأرقام صادمة

شهدت المنطقة في الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث نفذت إسرائيل ضربات جوية منسقة استهدفت منشآت نووية وصاروخية إيرانية، واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري وعلماء نوويين، وردت إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. هذا التصعيد العسكري المباشر أحدث صدمة في الأسواق العالمية، وفتح الباب أمام سيناريوهات اقتصادية خطيرة تطال المنطقة والعالم بأسره.. نستعرض في السطور التالية أبرز توقعات التأثير الاقتصادي لصراع إيران وإسرائيل.

ارتفاع أسعار النفط والطاقة: أرقام قياسية

كانت أسعار النفط أول المتأثرين بالتصعيد، حيث قفز سعر خام برنت العالمي بنحو 9% في يوم واحد، من 68.02 دولار للبرميل في 6 يونيو إلى 74.23 دولار للبرميل في 13 يونيو، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (الخام الأمريكي) بنسبة تتراوح بين 7.6% و14%، واستقر في نهاية الأسبوع فوق 73 دولارًا للبرميل. هذه القفزة السريعة في الأسعار تعكس مخاوف المستثمرين من تعطل الإمدادات، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إنتاج النفط العالمي المستهلك يوميًا، أي ما يقارب 18-20 مليون برميل يوميًا.

مخاطر تعطيل مضيق هرمز: تداعيات أوروبية وعالمية

يُعد مضيق هرمز أحد أهم نقاط الاختناق الاستراتيجية في العالم، وأي حصار أو تعطيل له من شأنه أن يشكل كارثة اقتصادية لأوروبا والعالم. تستورد أوروبا نحو 20% من احتياجاتها النفطية من دول الخليج، ويمر معظم هذا النفط عبر المضيق. في حال الإغلاق، قد ترتفع أسعار النفط العالمية إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، وفقًا لتوقعات محللي جولدمان ساكس، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع التضخم وزيادة تكاليف الطاقة في أوروبا، وتعطيل الصناعات والنقل والزراعة، وارتفاع أقساط التأمين على الشحن، وزيادة تكاليف السلع والخدمات للمستهلكين.

تأثير ارتفاع أسعار النفط على التضخم والنمو

ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى تضخم تكاليف النقل والإنتاج، مما يرفع أسعار السلع والخدمات على مستوى العالم. وفقًا لصندوق النقد الدولي، كل زيادة بنسبة 10% في أسعار النفط ترفع معدل التضخم في الاقتصادات المتقدمة بنحو 0.4 نقطة مئوية. أما البنك المركزي الأوروبي، فيشير إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 20% يمكن أن يخفض النمو الاقتصادي بنسبة 0.1 نقطة مئوية في عامي 2026 و2027، ويرفع التضخم بمقدار 0.6 و0.4 نقطة مئوية على التوالي مقارنة بالتوقعات الأساسية. هذا التأثير يكون أشد وطأة على الدول النامية التي تعتمد بشكل كبير على استيراد النفط، حيث تقل القوة الشرائية للسكان وتزيد الضغوط الاقتصادية.

اضطرابات الشحن وسلاسل الإمداد: تكاليف إضافية

دفعت الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران أسعار استخدام ناقلات النفط في العالم وأسعار أسهم شركات الناقلات إلى الارتفاع؛ حيث يتوقع المستثمرون اضطرابًا كبيرًا في حركة نقل النفط العالمية، وسلاسل التوريد العالمية، وحركة النقل الجوي. ارتفعت أسعار عقود الشحن الآجلة لشهر يوليو بنسبة 15% إلى 12.83 دولار للطن، وارتفعت أسهم شركات ناقلات النفط بشكل ملحوظ. كما اضطرت العديد من شركات الشحن العالمية، مثل “نيبون يوسن كيه كيه” و”ميتسوي أو إس كيه لاينز” و”كاواساكي كيسن كايشا”، إلى توخي الحذر في إرسال سفنها إلى المنطقة، مما يزيد من علاوة المخاطر في أسعار الشحن.

تداعيات أوسع: ركود اقتصادي وتراجع ثقة المستثمرين

يخشى الاقتصاد العالمي من ركود اقتصادي في حال استمرار التصعيد، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط والغاز والذهب، وأسعار شحن الناقلات، وزيادة التضخم. شهدت أسواق الأسهم العالمية تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت مؤشرات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، واتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات الحكومية. كما تراجعت الثقة في المنطقة، وارتفعت علاوات المخاطر على الاستثمارات، مما يؤثر سلبًا على معدلات النمو الاقتصادي.

اقتصاد عالمي أمام تحديات غير مسبوقة

يواجه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة جراء تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، مع تزايد مخاطر ارتفاع الأسعار وتعطيل سلاسل الإمداد، وزيادة التضخم، وتراجع النمو. ورغم أن التأثيرات قد تكون قصيرة المدى في حال احتواء الصراع، إلا أن استمرار التصعيد قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو مزيد من الضغوط التضخمية، وربما الركود، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الهشة الحالية.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

نحلة تتسبّب بوفاة الملياردير الهندي سانجاي كابور!

المقالة التالية

إنفوجرافيك| أعلى الدول في حجم عائدات ضرائب الكربون عالميًا