تزخر المملكة العربية السعودية بعدد من الشواطئ البكر ذات الطبيعة الساحرة والتي تمتد على سواحل البحر الأحمر، وتحديدًا في مناطق مثل الوجه وتبوك وحقل وأملج. هذه السواحل البكر ما زالت تحتفظ بجمالها الطبيعي، وتُعد وجهات مفضلة لعشاق الاسترخاء والمغامرة في أحضان الطبيعة.
يشير مصطلح الشواطئ البكر إلى المناطق الساحلية على ضفاف البحار والمسطحات المائية التي لم تطالها يد التطوير أو التغيير، ولم يقترب الإنسان من تبديل طبيعتها وشكلها، خاصة بغرض استثماري أو تجاري، وكذلك تخلو من أي بنى تحتية أو مرافق تساعدها على أن تكون وجهات سياحية فاخرة.
ينفرد الشريط الساحلي لمحافظة الوجه شمال غرب المملكة بطبيعته الهادئة وجزره المتنوعة ومياهه النقية. تظهر شواطئ الوجه كلوحة فنية تمتد على البحر الأحمر، وتتميز بتضاريسها الفريدة التي تدمج بين الرمل والصخر.
من أبرز المواقع التي يقصدها الزوار شواطئ شرم زاعم والدرر الغنية بالشعاب المرجانية، إلى جانب شاطئ حواز شمال المحافظة. في الجنوب، يبرز شاطئ المسدود بألوان مياهه المتدرجة، بينما تضيف شواطئ الرميلية، وهبان، والفلق عناصر جذب للراغبين في التخييم والاستجمام.
في منطقة تبوك، يبرز شاطئ شرم الجزي كملاذ للهدوء بعيدًا عن صخب المدينة. يمكن للزوار نصب خيامهم، أو ممارسة هواية صيد الأسماك على الساحل. أما شاطئ المويلح، فيُعد نقطة انطلاق لمحبي الغوص في أعماق البحر الأحمر، بفضل تنوع الحياة البحرية هناك.
شواطئ حقل تضيف بُعدًا جماليًا آخر، مثل شاطئ القفيف وأم عنم، حيث تلتقي الرمال البيضاء بالمياه الكريستالية. وتوفر هذه الشواطئ تجارب غنية تشمل السباحة، وركوب القوارب، والغوص، وسط مناظر طبيعية خلابة.
كورنيش الوجه يُعد وجهة مثالية للعائلات، لما يوفره من مسطحات خضراء وألعاب أطفال وخدمات متكاملة. إلى جانبه، تنتشر المطاعم والعربات المتنقلة، مما يمنح الزوار خيارات واسعة لتناول الطعام والاسترخاء.
في مدينة حقل، تُعد حديقة النخيل ومتنزه الأمير فهد بن سلطان البحري من أبرز أماكن التنزه. تتميز هذه المواقع بإطلالات على خليج العقبة، وتوفر بيئة مناسبة للعائلات ومرافق ترفيهية متعددة.
إن الشواطئ البكر في السعودية لم تعد فقط مواقع طبيعية، بل أصبحت جزءًا من الهوية السياحية الوطنية. مع تطور البنية التحتية ودعم البرامج السياحية مثل “صيف السعودية”، قد تتحول هذه السواحل لاحقًا إلى وجهات رئيسية للراغبين في خوض تجربة صيفية فريدة داخل المملكة.