يرتبط ازدهار الدول بمستوى تعليم سكانها، خصوصًا في الفئة العمرية القادرة على العمل (25–64 عامًا). فكلما زادت نسبة الحاصلين على مؤهلات جامعية، زادت القدرة على الابتكار والإنتاج، هكذا يعزز التعليم مكانة الدولة اقتصاديًا ومعرفيًا. بحسب بيانات CBRE Research لعام 2023، إليك نظرة على الدول صاحبة أكثر السكان تعليمًا حول العالم، سواء من حيث العدد أو النسبة المئوية.
تُظهر البيانات أن الدول الأوروبية تتصدر القائمة، حيث جاءت إيرلندا في المركز الأول عالميًا بنسبة 52.4% من سكانها البالغين حاصلين على شهادة جامعية أو أعلى، أي نحو 1.8 مليون شخص. وتلتها سويسرا بنسبة 46% (2.7 مليون)، ثم سنغافورة بنسبة 45% (1.9 مليون)، تليها بلجيكا (44.1%) والمملكة المتحدة (43.6%). كما جاءت دول مثل هولندا (42%)، الولايات المتحدة (40.3%)، أستراليا (39.8%) والسويد (39.6%) في المراتب التالية.
من حيث العدد المطلق، تتصدر الولايات المتحدة بفارق شاسع، حيث تضم أكثر من 78.2 مليون شخص حاصل على شهادة جامعية أو أعلى، وهو رقم يفوق أي دولة أخرى في العالم. تليها الهند بنحو 139.4 مليون شخص والصين بـ 88.1 مليون، رغم أن نسبة الحاصلين على تعليم جامعي فيها منخفضة (14.2% و6.9% على التوالي)، مما يعكس فجوة واضحة بين الحجم الكلي للسكان ومستوى التحصيل العلمي.
الملاحظ أن العديد من الدول في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، رغم امتلاكها أعدادًا ضخمة من السكان، لا تزال تُعاني من ضعف في نسب التعليم العالي. ويعزى ذلك إلى قلة الفرص التعليمية، وتفاوت مستوى المعيشة، وغياب السياسات الوطنية الموجهة لتوسيع قاعدة التعليم الجامعي.
الدراسات تُظهر ارتباطًا وثيقًا بين التعليم العالي ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. المجتمعات التي ترتفع فيها نسبة التعليم العالي تتمتع بمزايا تنافسية واضحة، مثل الابتكار، والقدرة على جذب الاستثمارات، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.