تضمنت كلمة ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية الأمريكية بالرياض، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، رسائل إلى الولايات المتحدة والعالم، تؤكد نهج البلاد القائم على إعلاء التعاون وتحقيق المصالح المشتركة، بما يحقق الاستقرار والرخاء للشعوب، والحرص على السلام في المنطقة والعالم أجمع.
افتتح ولي العهد كلمته بعبارات ترحيبية قال فيها: “فخامة الرئيس دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربي، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. يسرنا اليوم باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن نرحب بكم في المملكة العربية السعودية وأن أنقل لكم تحيات وتمنياته حفظه الله بنجاح أعمال هذه القمة”.
وقال ولي العهد: “يأتي اجتماعنا اليوم بفخامة الرئيس دونالد ترمب امتدادًا للعلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية التي نمت وتطورت خلال العقود الماضية لتصبح نموذجًا للتعاون المشترك وتحرص هذه القمة حرصنا على العمل الجماعي لتعزيز علاقاتنا وتوسيع شراكاتنا الاستراتيجية وتطويرها لتلبي تطلعات دولنا وشعوبنا”.
وأضافت: “أكدت القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت مع فخامة الرئيس دونالد ترمب في عام 2017 أهمية تعزيز أمن دول مجلس التعاون الخليجي العربي وحماية مصالحه ومكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته، وتعزيز القدرات العسكرية والأمنية والدفاعية لدول المجلس والتصدي لمختلف التهديدات ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية برؤية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وواصل الأمير محمد بن سلمان: “أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن دول المجلس تشارك الولايات المتحدة الأمريكية إيمانها بأهمية الشراكة الاقتصادية والتعاون التجاري وتعد الولايات المتحدة الأمريكية شريكيًا تجاريًا واستثماريًا رئيسيًا لدولنا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة في عام 2024 قرابة 120 مليار دولار أمريكي، ونتطلع لاستمرار العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية للتبادل التجاري وتقوية العلاقات الاقتصادية، وفتح آفاق جديدة؛ للاستفادة من الفرص والتعاون في جميع المجالات بما يحقق مصالحنا المشتركة”.
وركزت كلمة ولي العهد على التوترات التي تشهدها المنطقة، حيث قال: “أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن النمو الذي نتطلع إليه من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب وجود بيئة مستقرة وآمنة، ونحن مدركون حجم التحديات التي تواجهها منطقتنا، ونسعى معكم فخامة الرئيس وبالتعاون مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي إلى وقف التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب في غزة وإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، بما يحقق الأمن والسلام لشعوب المنطقة”.
وأضاف: “نؤكد دعمنا لكل ما من شأنه إنهاء الأزمات ووقف النزاع بالطرق السلمية، ومن هذا المنطلق تستثمر المملكة في تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية والوصول لحل سياسي شامل في اليمن، وسنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية أمريكية وصولًا إلى وقف إطلاق نار كامل في السودان”.
وتابع: “نؤكد أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وضوروة دعم جهود الحكومة السورية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار، ونشيد بالقرار الذي اتخه فخامة الرئيس دونالد ترمب بالأمس بإزالة العقوبات على الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مما سيرفع معاناة الشعب السوري الشقيق، ويفح صفحة جديدة نحو النمو والازدهار”.
وقال ولي العهد: “نجدد دعمنا لما يقوده فخامة الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته، ونرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند ونأمل أن يسهم ذلك في احتواء التصعيد وعودة الهدوء بين البلدين، وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، نؤكد على استعداد المملكة العربية السعودية لمواصلة مساعيها الرامية للوصول إلى حل سياسي، ونرحب بمساعي فخامة الرئيس دونالد ترمب لإنهاء هذه الأزمة التي يوليها اهتمامًا بالغًا”.
واختتمت كلمة ولي العهد بقوله: “تؤكد قمتنا اليوم الحرص على استمرار التعاون والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية إيمانًا منها بأهمية ذلك في إرساء الدعم والاستقرار في المنطقة والعالم، ونتطلع أن تسهم في تحقيق مستهدفاتها المشتركة بما يحقق مصالح النمو والرخاء والتقدم لشعوبنا”.
