تزامن تصاعد التوتر العسكري بين الهند وباكستان عقب الضربة الصاروخية التي شنتها نيودلهي داخل الأراضي الباكستانية، مع بروز اسم الجنرال عاصم منير كصوتٍ صارم، وبينما توعدت إسلام آباد بالرد في “الزمان والمكان المناسبين”، خرج قائد الجيش عن صمته وقال: “أي مغامرة عسكرية من جانب الهند ستقابل برد سريع، حاسم، ومتصاعد”.
وفي هذا المشهد المتفجر، لا يظهر منير كقائد عسكري فحسب، بل كرجل باكستان الأقوى حاليًا، والذي يرسم توجهات البلاد داخليًا وخارجيًا في واحدة من أخطر الفترات التي تمر بها.
الجنرال سيد عاصم منير هو قائد الجيش الباكستاني منذ 29 نوفمبر 2022، خلفًا للجنرال قمر جاويد باجوا.
ولد “منير” في روالبندي، قرب العاصمة إسلام آباد، وانضم للجيش في 1986، وتخرّج من دورة الضباط في مانغلا، حيث حصل على وسام “سيف الشرف”، وهو أعلى وسام يمنح لأفضل المتدربين.
تقلد منير مناصب قيادية واستخباراتية رفيعة؛ وقاد فرقة عسكرية في الشمال، وعمل تحت إشراف باجوا، وأشرف على العمليات في المناطق المتنازع عليها مع الهند.
شغل “منير” كذلك منصب مدير الاستخبارات العسكرية خلال الفترة من 2016 إلى 2018، وأقيل لاحقًا بسبب خلافات مع رئيس الوزراء السابق عمران خان، ثم تولى قيادة فيلق جوجرانوالا، ثم رئاسة قسم الإمداد والتموين، حتى تسلم قيادة الجيش.
تصف وسائل الإعلام الهندية “منير بـ”الجنرال الملا” نظرًا لميوله الإسلامية المحافظة، وكونه من الشخصيات التي تمزج بين القيادة العسكرية والانتماء الديني.
تصاعد التوتر بين الهند وباكستان مؤخرًا بعد هجوم 22 أبريل في كشمير الهندية، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا، ثم الهجوم الهندي اللاحق على الأراضي الباكستانية منتصف الأسبوع.
ويرى محللون أن الجيش الباكستاني بقيادة “منير” يسعى لاستعادة هيبته بعد سنوات من التراجع والانقسامات السياسية والانهيار الاقتصادي.
وفقًا للمحللين، لا يرى “منير” صراع كشمير مجرد ملف أمني، بل قضية عقائدية متجذرة، انطلاقًا من “نظرية الدولتين” التي قامت عليها باكستان عام 1947.
قال المحلل العسكري الأمريكي المتقاعد سيدريك لايتون إن منير هو امتداد لسلسلة القادة العسكريين الذين حكموا باكستان فعليًا لعقود، ويقارب الصراع مع الهند من منطلق إسلامي مقابل القومية الهندوسية الصاعدة لدى نيودلهي.
وأضاف “لايتون” في مقابلة مع شبكة “CNN”: “الجنرال عاصم منير هنا أساسًا للدفاع عن باكستان كما يراها، ولكنه أيضًا على شاكلة شخص ينظر إلى هذا الأمر كقضية باكستانية وطنية، وهو يعتقد أنه يدافع عن شرف بلاده، ويواجه قيادة هندية قوية جدًا تنظر إلى الأمر من الجانب الآخر، من منظور قومي هندوسي”.