تسببت التحولات السياسية المتصاعدة في الولايات المتحدة، بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأ الكثير من الأوروبيين يعيدون تقييم خططهم المتعلقة بالسفر بأمريكا بغرض السياحية .
تشير أحدث التقارير أن السياسة الداخلية والخارجية التي انتهجها “ترامب” خلال فترته الرئاسية السابقة لا تزال تؤثر على صورة أمريكا في الخارج، لا سيما في أوروبا.
وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، عاد الجدل حول “تأثير ترامب” ليطفو على السطح، ولكن هذه المرة من زاوية القطاع السياحي.
أجرت شركة السفر الرقمية “Voronoi” استطلاعًا للرأي شمل أكثر من 6,000 مسافر من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وكشف أن حوالي 39% من المشاركين قالوا إنهم أقل ميلًا للسفر إلى الولايات المتحدة إذا فاز ترامب بفترة رئاسية ثانية.
وارتفعت نسبة من تراجعت لديهم الرغبة في السفر لأمريكا إلى 51% بين الفرنسيين، بينما كانت أقل في بريطانيا بنسبة 33%.
وأكد المشاركون في الاستطلاع أن دوافعهم لا تقتصر فقط على السياسة، بل تتعلق أيضًا بالشعور العام بعدم الراحة تجاه البيئة الثقافية والاجتماعية تحت إدارة ترامب.
وأشار البعض إلى قضايا مثل سياسات الهجرة، والعنف المرتبط بالسلاح، والتوترات العنصرية كمصادر قلق رئيسية، إلى جانب تغيّرات في القوانين التي تؤثر على النساء.
وفي المقابل، أظهر بعض المسافرين استعدادهم لتجاهل هذه العوامل والسفر لأمريكا، مشيرين إلى أن عوامل مثل المناظر الطبيعية، الثقافة الأمريكية الفريدة، ومدن مثل نيويورك ولوس أنجلوس تظل وجهات جذابة رغم الأوضاع السياسية.
ومع ذلك، هناك إجماع متزايد بأن “الولايات المتحدة لم تعد كما كانت” في نظر الكثير من الأوروبيين.
قد تؤدي هذه التغيرات لتأثر القطاع السياحي الأمريكي الذي يعتمد على ملايين السياح الأجانب كل عام، سلبًا إذا تحوّل هذا التردد إلى انخفاض فعلي في أعداد الزائرين.
وبحسب الإحصائيات، فقد زار أكثر من 14 مليون أوروبي الولايات المتحدة في عام 2019، قبل جائحة “كوفيد-19″، ويأمل قطاع السياحة الأمريكي في استعادة تلك الأرقام، لكن الأجواء السياسية قد تشكل حاجزًا نفسيًا جديدًا.
وفي تصريح من مسؤولي “Voronoi”، قالوا إن السياحة لم تعد فقط مسألة عروض وأسعار، بل أصبحت مرتبطة مباشرةً بـ”شعور المسافر بالقبول والترحيب”، وهو ما يبدو أنه مهدد في ظل البيئة السياسية الأمريكية المستقطبة.