اتفقت الولايات المتحدة والصين يوم الاثنين على تعليق معظم الرسوم الجمركية على سلع بعضهما البعض مؤقتًا في خطوة تظهر تراجعًا كبيرًا للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
تعني اتفاقية التجارة الي وقعت اليوم أن الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين ستخفض من 125% إلى 10%، وستبقى الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 20% على الواردات الصينية المتعلقة بالفنتانيل سارية، ما يعني أن إجمالي الرسوم الجمركية على الصين سيبلغ 30%.
ويأتي هذا التقارب بعد أن أجرى ممثلو التجارة من الولايات المتحدة والصين محادثات عالية المستوى في سويسرا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في مؤتمر صحفي: “أجرينا محادثات بناءة للغاية وأعتقد أن مكان اللقاء هنا في بحيرة جنيف أضاف قدرا كبيرا من الهدوء إلى ما كانت عملية إيجابية للغاية”.
وأضاف “بيسنت”: “توصلنا إلى اتفاق بشأن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا وخفضها بشكل كبير، وسيخفض كلا الجانبين الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 115%”، مشيرًا أن الاتفاق سيسري اعتبارًا من يوم الأربعاء.
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير سلسلة من الإجراءات التجارية العدوانية التي هزت الأسواق المالية وزادت من مخاوف الركود، وقد أثرت هذه الرسوم، المصممة لتقليص العجز التجاري الأمريكي على الصين بشكل خاص.
فرض ترامب رسومًا جمركية تصل إلى 145% على الواردات الصينية، مما دفع بكين إلى الرد بفرض قيود انتقامية من جانبها، بما في ذلك فرض قيود على بعض العناصر الأرضية النادرة.
وعززت أنباء تعليق الرسوم ثقة المستثمرين، وفي الولايات المتحدة، أشارت العقود الآجلة لمؤشر “ناسداك ” إلى ارتفاع بنسبة 3.7%، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 2.7%، وارتفع مؤشر “داو جونز” بأكثر من 840 نقطة، أي بنسبة 2%، كما سجل مؤشر “ICE” للدولار الأمريكي ارتفاعًا حادًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 101.46.
ووصف مارك ويليامز، كبير الاقتصاديين الآسيويين في “كابيتال إيكونوميكس”، هدنة الحرب التجارية بأنها تقدم كبير، وحذّر من “أنه في ظل هذه الظروف، لا يوجد ما يضمن أن الهدنة التي تستمر 90 يوما ستؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم”.