يُعتقد أن كوكب الأرض هو الأكثر إثارة للاهتمام في كوننا الواسع. هذا الكوكب الذي نعيش عليه منذ ملايين السنين لا يزال يحتفظ بالعديد من الأسرار المدهشة التي تكاد لا تُصدَّق، بعضها أشبه بقصص الخيال العلمي. في هذا التقرير، نستعرض بعض هذه الأسرار التي اكتشفها العلماء مؤخرًا.
قبل حوالي 4.5 مليار سنة، اصطدمت الأرض بكوكب آخر بحجم المريخ اسمه “ثيا”، مما أدى إلى تشكيل القمر. ولكن بعض أجزاء ثيا بقيت داخل كوكبنا على شكل بقعتين ضخمتين تحت القشرة الأرضية، كشفتهما الموجات الزلزالية الغريبة.
تخيل أنك تعيش قبل 41 ألف سنة وترى الشفق القطبي يظهر في كل مكان، حتى عند خط الاستواء. في ذلك الوقت، ضعفت قوة المجال المغناطيسي للأرض بشكل كبير إلى حوالي 10% من قوته الحالية، ما أدى إلى ظاهرة مذهلة وهي انتشار الشفق القطبي في مناطق غير مألوفة. هذا الحدث الذي استمر لفترة من الزمن رافقه ارتفاع كبير في الإشعاعات، ولو حدث اليوم، فإنه سيتسبب بانهيار تام في أنظمة الاتصالات.
يحتوي كوكبنا على نواة داخلية صلبة، ونواة خارجية سائلة مصنوعة من الحديد المنصهر. هذه النواة الخارجية هي التي تولّد المجال المغناطيسي الذي يحمي الأرض من الإشعاعات الشمسية المميتة. والغريب في الأمر أن هذه النواة الداخلية الصلبة ظهرت منذ حوالي 550 مليون عام، وهو ما ساعد الأرض على تجنب مصير كوكب المريخ القاحل.
يعتقد العلماء أن حركة الصخور المنصهرة في باطن الأرض ساهمت في تشكيل جسر بري ربط بين آسيا وأفريقيا منذ حوالي 20 مليون سنة، ما مكن الحيوانات والبشر القدامى من الهجرة بين القارتين. وكان لهذا أثر كبير في التطور الإنساني وانتشار الحياة الحيوانية.
اكتشف العلماء معدنًا قديمًا يسمى “الزركون” عمره 4.4 مليار سنة. هذا المعدن الصغير نجح في الصمود أمام الظروف العنيفة للأرض المبكرة، وقد كشف عن دلائل على وجود مياه على سطح الأرض منذ 4.3 مليار سنة، وهو ما ساعد العلماء على فهم تاريخ كوكبنا أكثر.
قبل حوالي 400 مليون عام، لم تكن منغوليا أرضًا جافة كما نعرفها اليوم، بل كانت محيطًا واسعًا. ويعتقد العلماء أن صعود كتلة صخرية منصهرة من باطن الأرض نحو السطح تسبب في تكوين هذا المحيط الذي استمر نحو 115 مليون سنة، ثم اختفى ليصبح سهولاً واسعة.
عثر العلماء على كمية كبيرة من معدن البيريليوم الغريب في أعماق المحيط الهادئ. ويعتقدون أن هذه الكمية تعود لانفجار نجم “سوبرنوفا” بالقرب من كوكبنا قبل نحو 10 ملايين سنة، ما أدى إلى إغراق الأرض بإشعاعات ومواد من بقايا هذا النجم.
في غرب أستراليا تقع أقدم حفرة نيزكية اكتشفها العلماء حتى الآن، ويقدر عمرها بنحو 3.47 مليار سنة. هذه الحفرة التي يزيد عرضها عن 96 كيلومترًا، تحمل دليلاً على أن الأرض تعرضت لاصطدامات نيزكية هائلة في الماضي السحيق، ربما بقوة مشابهة لتلك التي قضت على الديناصورات قبل 65 مليون سنة.
تخيل لو كانت محيطاتنا بلون أخضر بدلاً من الأزرق! هذه كانت حقيقة على الأرض منذ حوالي 3 مليارات سنة وحتى حوالي 600 مليون سنة مضت. السبب في ذلك يعود إلى أن الحديد الذائب في مياه البحار القديمة كان يمتص كل الألوان ما عدا الأخضر، ما جعل سطح الأرض يبدو وكأنه كرة رخامية خضراء لفترة طويلة من تاريخها.
حديثًا، كشف علماء الجيولوجيا من جامعة تكساس أن قارة أمريكا الشمالية ليست ثابتة كما كنا نعتقد. في الواقع، هي تتعرض لما يُعرف بـ”ترقق الكراتونات”، وهو ما يعني أنها “تقطر” ببطء إلى داخل طبقات الأرض السفلية. الخبر الجيد أن هذه العملية بطيئة للغاية ولن تؤدي إلى انهيار مفاجئ، ولكنها تمثل ظاهرة جيولوجية مذهلة تحدث للمرة الأولى أمام أعين العلماء.
اقرأ أيضًا:
طول اليوم على كوكب الأرض.. هل كان 24 ساعة دائمًا؟
كيف وصلت المياه إلى كوكب الأرض؟.. نظريات العلماء تحاول حل اللغز