كشفت دراسة فنلندية جديدة أن استخدام المضادات الحيوية في المراحل المبكرة من حياة الأطفال قد يرتبط بزيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) وزيادة خطر الإصابة بالسمنة. الدراسة التي شملت أكثر من 33,000 طفل، تم تقديمها مؤخرًا في اجتماع Pediatric Academic Societies (PAS) لعام 2025، الذي عقد في هونولولو في الفترة من 24 إلى 28 أبريل.
وفقًا للدراسة، فإن الأطفال الذين يتعرضون للمضادات الحيوية في أول عامين من حياتهم قد يكونون أكثر عرضة لزيادة مؤشر كتلة الجسم في مرحلة الطفولة اللاحقة. أظهرت النتائج أن استخدام المضادات الحيوية المبكر يرتبط بزيادة في مؤشر كتلة الجسم بمقدار 0.067 نقطة، مع تعديل النتائج بناءً على العمر والجنس.
علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأطفال كانوا أكثر عرضة بنسبة 9% ليصبحوا زائدين في الوزن، و20% أكبر عرضة للإصابة بالسمنة مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للمضادات الحيوية في تلك الفترة.
فيما يتعلق بمراحل أخرى من الحياة، لم تجد الدراسة أي ارتباط كبير بين استخدام المضادات الحيوية في مرحلة الطفولة أو قبل الحمل أو أثناءه أو عند الولادة مع زيادة في مؤشر كتلة الجسم. هذا يشير إلى أن التأثير الأكبر على الوزن كان مرتبطًا فقط باستخدام المضادات الحيوية في السنوات الأولى من حياة الطفل.
ويعد استخدام المضادات الحيوية للأطفال في هذه الفترة أمرًا شائعًا، حيث يحصل غالبية الأطفال على وصفات للمضادات الحيوية في أول عامين من حياتهم. كما يتعرض حوالي ربع الأطفال للمضادات الحيوية أثناء الحمل، فيما يتعرض ثلثهم الآخر أثناء الولادة الطبيعية.
قالت صوفيا آينونن، أستاذة الطب في جامعة أوللو في فنلندا، والمشاركة في تقديم الدراسة: “إن التعرض للمضادات الحيوية في أول عامين من الحياة له ارتباط أقوى بزيادة وزن الأطفال مقارنة بالتعرض أثناء الحمل أو في مراحل الطفولة المبكرة”. وأضافت: “من المهم أن يكون الأطباء حذرين عند وصف المضادات الحيوية للأطفال الصغار، وخاصة تلك المضادات التي تُعطى بشكل غير ضروري لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي”.
تعتبر السمنة في مرحلة الطفولة من التحديات الصحية المتزايدة في جميع أنحاء العالم. في عام 2022، تم تشخيص أكثر من 159 مليون طفل في سن المدرسة بالسمنة. وبناءً على هذه الأرقام، تُعد الدراسات مثل هذه ضرورية لفهم الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة ومعالجتها بشكل فعال.
تُظهر هذه الدراسة أهمية الحذر في استخدام المضادات الحيوية في المراحل المبكرة من حياة الأطفال. على الرغم من أن المضادات الحيوية لها دور حاسم في علاج العديد من الأمراض، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يكون له تأثيرات غير مرغوب فيها على صحة الأطفال، بما في ذلك زيادة خطر السمنة في المستقبل. يحتاج الأطباء إلى توخي الحذر في وصف هذه الأدوية، خاصةً للأطفال في سنواتهم الأولى.