يعود مصطلح الهوس بالمشاهير إلى واجهة النقاش مجددًا، بعد حادثة مثيرة للجدل استهدفت الممثلة الأميركية الشهيرة جينيفر أنيستون، حيث اقتحم رجل مجهول منزلها بسيارته، محطمًا بوابة العقار الكائن في لوس أنجلوس، فيما وصفته السلطات بأنه “سلوك مطارد مهووس”.
فتحت الواقعة الباب مجددًا أمام تساؤلات جدية: هل أصبح الهوس بالمشاهير اضطرابًا نفسيًا حقيقيًا؟ أم أنه مجرد انعكاس لعصر تواصل مفرط وصورة زائفة للحميمية بين النجوم وجمهورهم؟
ألقت الشرطة الأمريكية، في 7 مايو 2025، القبض على رجل بعد أن اقتحم بسيارته البوابة الرئيسية لمنزل النجمة جينيفر أنيستون في حي “بيل إير” الراقي بلوس أنجلوس.
لم يكن الحادث مجرد تصادم عرضي؛ بل جاء بعد أسابيع من محاولات هذا الرجل التواصل المتكرر مع أنيستون عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع السلطات إلى اعتبار الواقعة جزءًا من مطاردة مهووسة وليس فعلاً عشوائيًا.
وجهت السلطات إلى المعجب تهم جنائية تشمل “المطاردة” و”التخريب”، وقدرت الأضرار الناتجة عن الحادث بمبلغ كبير، رغم عدم إصابة أحد بأذى.
وبحسب تقرير CNN، فإن الحادث يُعتبر جزءًا من نمط متكرر يتعرض له المشاهير، ويجمع بين الإعجاب الشديد والاعتقاد بوجود علاقة شخصية وهمية تربط المطارد بالمشهور.
يُعرّف الهوس بالمشاهير بأنه الاهتمام المفرط وغير المتوازن بشخصية مشهورة، غالبًا ما يتطور إلى أشكال سلوكية مضطربة، تتراوح بين التعلق العاطفي إلى الانغماس الكامل في حياة النجم.
ويشير علماء النفس إلى أن الهوس بالمشاهير له درجات متعددة، تتمثل في الآتي:
ولا يُصنّف الهوس بالمشاهير رسميًا كتشخيص مستقل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية لكنه غالبًا ما يُرى كعرض مشترك لاضطرابات أخرى مثل الوسواس القهري، واضطرابات التعلق.
وأظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من تدنٍ في تقدير الذات أو العزلة الاجتماعية هم الأكثر عرضة لتطوير هذا النوع من الهوس.
ويفسّر أطباء ارتفاع حالات الهوس بالمشاهير كنتيجة لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تمنح انطباعًا زائفًا بالقرب الشخصي بين المشاهير وجمهورهم، بالإضافة إلى المحتوى اليومي للمشاهير، من صور الطعام إلى اللحظات المنزلية، وهو ما يجعل البعض يظن أن النجم “صديق”، فضلًا عن الردود على التعليقات والتي قد تفسَّر على أنها علاقة خاصة أو اهتمام متبادل.