كشفت دراسة علمية جديدة عن أن شرب 4 إلى 6 أكواب من القهوة يوميًا يقلل من خطر الإصابة بالضعف الجسدي لدى كبار السن.
وأجرى باحثون من «معهد أمستردام للصحة العامة»، دراسة طويلة الأمد شملت 1161 شخصًا تتجاوز أعمارهم 55 عامًا، واستمرت لمدة سبع سنوات ضمن «دراسة الشيخوخة الطولية الهولندية»، ووجدوا أن الاستهلاك المنتظم للقهوة كان مرتبطًا بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بالضعف الجسدي، وهي حالة شائعة في أواخر العمر تشمل فقدان الوزن غير المبرر، ضعف العضلات، الشعور بالإرهاق، بطء المشي، وانخفاض النشاط البدني.
ويأتي هذا البحث بعد سلسلة من الدراسات السابقة التي ربطت القهوة بتقليل خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر، وداء السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان. لكن الجديد في هذه الدراسة، التي نُشرت في «المجلة الأوروبية للتغذية» أبريل الماضي، أنها كانت الأولى من نوعها التي تركز على العلاقة بين القهوة ومكونات الضعف الجسدي بشكل تفصيلي.
عزت الدراسة، التي شارك في إعدادها كل من الباحثين ميتّي فان دير ليندن، وهانيكا فينهوفن، ولورا شاب، وإميل هوخيندايك، ومارغريت أولتوف، التأثير الإيجابي للقهوة إلى محتواها الغني بمضادات الأكسدة، التي تُعرف بدورها في مقاومة الالتهابات، والحفاظ على الكتلة العضلية، وتحسين حساسية الجسم للأنسولين.
وأشارت إلى أن القهوة قد تساعد على الحد من «الساركوبينيا» (فقدان العضلات المرتبط بالتقدم في السن)، وتقلل من تدهور الأداء البدني.
هل هناك توصيات حول الكمية الآمنة؟
وفقًا للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، فإن استهلاك ما يصل إلى 400 ميليغرام من الكافيين يوميًا، ما يعادل 3 إلى 5 أكواب من القهوة، يُعتبر آمنًا لمعظم البالغين.
ومع أن الدراسة الهولندية سجلت فوائد صحية حتى عند شرب أكثر من 6 أكواب يوميًا (بمعدل 125 مل للكوب الواحد)، شدد الباحثون على ضرورة الاعتدال والتوازن الغذائي.
قالت الدكتورة مارغريت أولتوف، الأستاذة المساعدة في جامعة فيريجي بأمستردام، إن «شرب القهوة عادة يومية لدى كثيرين، ونتائجنا تبرز الدور المحتمل لهذه العادة في تقليل خطر الضعف الجسدي، ومن ثم المساهمة في شيخوخة صحية».
وأضافت: «رغم النتائج الإيجابية، علينا أن نواصل استكشاف تدخلات غذائية أخرى تضمن للمسنين حياة أكثر نشاطًا واستقلالية».
وأشار الباحثون إلى أن النتائج تنطبق على سكان هولندا، وتحتاج إلى دراسات إضافية في بيئات وثقافات غذائية مختلفة للتأكد من عموميتها. كما دعوا إلى عدم الاعتماد على القهوة وحدها، بل اعتبارها جزءًا من نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة ونشاطًا بدنيًا منتظمًا.
في المقابل أبدى بعض الأطباء تحفظهم على تعميم النتائج، محذرين من أن الإفراط في شرب القهوة قد يؤدي إلى آثار جانبية، مثل اضطرابات النوم، وزيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، خاصة لدى من يعانون أمراض مزمنة.
وأشار آخرون إلى أن التأثير قد يختلف حسب نوع القهوة، وأساليب التحضير، والعوامل الوراثية.