تُعد الكوسة من أكثر الخضروات شيوعًا في الأطباق الجانبية والمخبوزات، وغالبًا ما تُعتبر خيارًا صحيًا وآمنًا. لكن دراسة حديثة نشرت في عام 2024 أظهرت أن هذه الخضروات الشهيرة قد تصبح سامة في حالات نادرة جدًا، مما يثير تساؤلات حول السلامة الغذائية المرتبطة بها وما هي الحالات التي يمكن أن يحدث بها تسمم الكوسة
الكوكوربيتاسين هي مركبات عضوية تنتجها بعض النباتات مثل الكوسة والقرع والخيار. يُعتقد أن هذه المركبات تتشكل كآلية دفاعية للنبات ضد الحشرات والآفات. وعلى الرغم من أن لها فوائد طبية محتملة، مثل مكافحة الالتهابات وبعض الأمراض، فإن تناولها بجرعات عالية يمكن أن يكون سامًا.
وفقًا للخبراء، يمكن أن تتشكل الكوكوربيتاسين بسبب ظروف زراعية غير مثالية مثل الجفاف. ويختلف تأثيرها على الجسم حسب الكمية المستهلكة وحالة الشخص الصحية. المذاق المر هو الإشارة الوحيدة التي تدل على وجود مستويات سامة من هذه المركبات.
الأعراض تظهر بسرعة، عادة في غضون دقائق إلى ساعات بعد تناول الكوسة المرّة. تشمل الأعراض الشائعة: الغثيان، التقيؤ، الإسهال الدموي، وتقلصات المعدة. في الحالات الشديدة، قد يؤدي التسمم إلى انخفاض ضغط الدم وتورم في جدار الأمعاء. وعلى الرغم من ندرة الوفيات، فإن الحالات الشديدة قد تكون مهددة للحياة.
لا يوجد علاج محدد لهذا التسمم، ويتم التركيز على إدارة الأعراض. معظم الحالات تتحسن خلال بضعة أيام، مع بقاء بعض الانزعاج في البطن لفترة قصيرة.
نظرًا لندرة هذه الحالة وعدم توفر اختبار معملي للكشف عن السموم، يصعب تشخيص تسمم الكوكوربيتاسين. يعتمد الأطباء بشكل أساسي على التاريخ المرضي للمريض، والذي يتضمن استهلاك نباتات مرّة قبل ظهور الأعراض. قلة الوعي بين المرضى والأطباء حول إمكانية التسمم بالكوسة تزيد من صعوبة التشخيص.
على الرغم من ندرة تسمم الكوكوربيتاسين، فإن هذا لا يعني أنه يجب تجنب الكوسة. الفوائد الصحية لتناول هذه الخضروات تفوق بكثير المخاطر النادرة جدًا. ومع ذلك، ينصح الخبراء بتذوق الكوسة قبل الطهي أو الأكل. إذا لاحظت أي مذاق مر، يُفضل التخلص منها وعدم تناولها.
بينما يعد تسمم الكوكوربيتاسين أمرًا نادرًا للغاية، فإنه يذكرنا بأهمية الانتباه إلى مذاق الأطعمة قبل تناولها. الكوسة تظل خيارًا صحيًا وآمنًا لمعظم الأشخاص، ولكن إذا واجهت حالة غير طبيعية، فإن التصرف السريع واستشارة الطبيب يمكن أن يكونا مفتاح التعافي. تناول الطعام بوعي هو الخطوة الأولى نحو حياة صحية وآمنة.
