عند الحديث عن أغلى عملة في العالم، غالبًا ما يُعتقد خطأً أن عملات كبرى مثل الدولار الأمريكي أو اليورو أو الجنيه الإسترليني تحتل القمة. لكن الحقيقة أن أغلى عملة بالعالم تأتي من منطقة الخليج. فتحديد قوة العملة لا يعتمد على شهرتها العالمية أو حجم تداولها فقط، بل على مزيج معقد من العوامل الاقتصادية، تشمل استقرار الدولة السياسي والمالي، ومعدلات النمو الاقتصادي، ونسب التضخم، بالإضافة إلى سياسات أسعار الفائدة التي يتبعها البنك المركزي، وحجم العرض والطلب على العملة في أسواق الصرف الأجنبي.
يتربع الدينار الكويتي (KWD) على رأس ترتيب أغلى عملة في العالم بلا منازع. وقد طُرحت هذه العملة لأول مرة للتداول عام 1961، وحافظت على قيمتها المرتفعة بفضل السياسات النقدية الحصيفة التي يتبعها بنك الكويت المركزي، والتي تهدف للحفاظ على استقرار نسبي في سعر الصرف، مما يعزز الثقة بالاقتصاد الكويتي.
وتكمن قوة هذه العملة في الاستقرار الاقتصادي لدولة الكويت، التي تمتلك أحد أكبر احتياطيات النفط عالميًا، بالإضافة إلى بيئتها المالية التي لا تفرض ضرائب على الدخل وارتفاع الطلب على عملتها. حاليًا، يساوي الدينار الكويتي الواحد حوالي 3.25 دولار أمريكي. ويُصدر البنك المركزي أوراقًا نقدية بفئات متعددة تبدأ من ربع دينار وتصل إلى عشرين دينارًا، إلى جانب المسكوكات المعدنية.
لا يقتصر التفوق على الكويت، بل تبرز أغلى العملات العربية الأخرى في القائمة. فيُعتبر الدينار الكويتي أقوى عملة عربية، ويليه في المرتبة الثانية مباشرة الدينار البحريني (BHD)، الذي يُقدر سعره بحوالي 2.65 دولار أمريكي. ثم يأتي الريال العماني (OMR) في المرتبة الثالثة عالميًا بسعر صرف يبلغ حوالي 2.60 دولار أمريكي. ويحمل تاريخ العملة في عُمان خصوصية، حيث كانت الروبية الهندية هي العملة الرسمية المتداولة في البلاد حتى عام 1940. وترتبط قوة هاتين العملتين أيضًا باقتصاداتهما المستقرة والمرتكزة على قطاع الطاقة.
ويمكن ربط قوة العملة الكويتية بانخراطها في قطاع النفط والغاز. فالكويت من أكبر مصدري النفط في العالم، وتمتلك احتياطيات هائلة من النفط موزعة في جميع أنحاء البلاد.
إلى جانب الثلاثي الخليجي، يضم ترتيب العشرة الأوائل على قائمة “أغلى عملة في العالم” عملات أخرى تتميز بقوتها واستقرارها:
الدينار الأردني (JOD).. يحتل المرتبة الرابعة عالميًا بقيمة 1.41 دولارُا أمريكيًا. وتُعزى قوة عملته إلى ثبات سعر صرفه وسياسات البنك المركزي الأردني، بالإضافة إلى تميز الاقتصاد الأردني بتنوعه وعدم اعتماده الكبير على صادرات النفط.
الجنيه الإسترليني (GBP) وجنيه جبل طارق (GIP).. يأتيان في مرتبة متقدمة بقيمة 1.25 دولار أمريكي لكل منهما، حيث يرتبط جنيه جبل طارق بالجنيه الإسترليني على قدم المساواة. ويُعد الجنيه الإسترليني رابع أكثر العملات تداولاً في العالم، ويحمل لقب أقدم عملة لا تزال قيد الاستخدام.
دولار جزر كايمان (KYD): بقيمة 1.20 دولار أمريكي، وقد حل محل الدولار الجامايكي. وتعتبر جزر كايمان مركزًا ماليًا عالميًا مهمًا.
الفرنك السويسري (CHF).. بقيمة 1.11 دولار أمريكي، ويُعتبر العملة الأكثر استقرارًا في العالم تاريخيًا بفضل السياسات النقدية الحذرة لسويسرا، وهو أيضًا العملة الرسمية لدولة ليختنشتاين.
اليورو (EUR).. بقيمة 1.04 دولار أمريكي، وهو العملة الرسمية لـ 19 دولة في الاتحاد الأوروبي، وثاني أكبر عملة احتياطية في العالم.
الدولار الأمريكي (USD).. رغم أنه يأتي في المرتبة العاشرة من حيث القيمة السعرية للوحدة، إلا أنه يحتفظ بمكانته كأقوى عملة.
من المهم فهم أن ترتيب العملة في العالم له مقاييس مختلفة. فبينما تتصدر العملات الخليجية من حيث “القيمة السعرية” للوحدة الواحدة، فإن القوة الحقيقية في النظام المالي العالمي تُقاس بمدى التداول والاستخدام كعملة احتياطية.
الدولار الأمريكي: يُستخدم لتسوية معظم المعاملات التجارية حول العالم.
اليورو الأوروبي: ثاني أكثر العملات تداولاً، ويُستخدم على نطاق واسع.
الين الياباني والجنيه الإسترليني: يحتلان مكانة هامة في التجارة الآسيوية والأسواق المالية العالمية.
الدولار الأمريكي: تحتفظ البنوك المركزية حول العالم بما يزيد عن 60% من احتياطاتها النقدية به، مما يجعله عملة الاحتياط الأولى.
اليورو: يمثل حوالي 20% من الاحتياطيات العالمية.
الين الياباني والفرنك السويسري: يُعتبران من الملاذات الآمنة التي تلجأ إليها البنوك في أوقات الأزمات.
السعي لامتلاك عملة ذات قيمة سعرية مرتفعة ليس دائمًا هدفًا بحد ذاته. فبعض الدول، وخاصة تلك التي تعتمد على التصدير، تستفيد من ضعف نسبي لعملتها، حيث يجعل ذلك منتجاتها أقل تكلفة وأكثر تنافسية في الأسواق العالمية، مما يزيد من عائدات التصدير. في المقابل، تحتاج دول أخرى إلى عملة قوية للحفاظ على استقرارها الاقتصادي، وكبح جماح التضخم، وتعزيز ثقة المستثمرين. فلكل سياسة نقدية إيجابياتها وسلبياتها التي تتحدد وفقًا لبنية الاقتصاد وأهدافه.
الدينار الكويتي.. 3.25 دولار أمريكي.
الدينار البحريني.. 2.65 دولار أمريكي.
الريال العماني.. 2.60 دولار أمريكي.
الدينار الأردني.. 1.41 دولار أمريكي.
الريال القطري.. 0.27 دولار أمريكي.
الدرهم الإماراتي.. 0.27 دولار أمريكي.
الريال السعودي.. 0.27 دولار أمريكي.