انطلقت اليوم الثلاثاء، في العاصمة الرياض، النسخة السادسة من مؤتمر الشرق الأوسط للطب الاتصالي 2025 وذلك تحت رعاية وزارة الصحة ممثلةً بمستشفى صحة الافتراضي. ويشارك في نسخة هذا العام مجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصصين في قطاع الصحة على مستوى العالم.
وتستهدف النسخة الحالية من المؤتمر إيجاد حلول تقنية متقدمة تساعد على تطوير الخدمات الصحية، وتحقيق التكامل بين القطاعات الصحية والتنظيمية والتقنية بما يتماشى مع التحول الرقمي الذي تتبعه حكومة المملكة.
يُعرف الطب الاتصالي أو الطب عن بُعد أو الطب الإلكتروني بأنه آلية للتواصل بين المريض ومقدم الخدمة الصحية عن بُعد، وذلك من خلال البنية التحتية للاتصالات سواء كانت المواقع الإلكترونية أو الوسائط المتعددة، بما يسمح للطبيب بتقييم وتشخيص المريض دون الحاجة إلى مقابلة شخصية. وعادة ما تقدم الخدمة عن طريق وسيط يتمثل في صورة تطبيق أو رقم للخدمات الصحية، إذ يقوم المريض بالتواصل مع الوسيط من منزله أو كشك الخدمات الصحية والذي يقوم بدوره بتوصيله بالطبيب المختص بعد الحصول على بعض المعلومات حول طبيعة الشكوى المرضية والتاريخ المرضي وغيرها.
يختلف الطب الاتصالي في أنواعه، إذ إنه لا يقتصر على التقييم والتشخيص فقط ولكنه يشمل:
تفاعلية.. يتواصل من خلالها المريض مع الطبيب بتقييم حالته وتشخيصها ووصف العلاج المناسب.
مراقبة المرضى عن بُعد.. تتم عادة لمراقبة الحالة الصحية للمريض حيث يتواجد، وذلك من خلال التقنيات القابلة للارتداء، أو التطبيقات التي تراقب الحرارة ومستويات السكر في الدم والضغط وغيرها من العمليات الحيوية.
التوجيه.. هو نوع من متابعة الحالة الصحية للمريض وفيه يتمكن مقدم الخدمة الصحية من مشاركة المعلومات الخاصة بالمريض مع مقدم خدمة آخر.
على عكس الخدمات الطبية التقليدية، يوفر الطب الاتصالي بعض المميزات للمرضى ومنها:
الراحة.. إذ إنه لا يتطلب حضور المريض بما يوفر الوقت والجهد ونفقات السفر والحاجة إلى إجازة، وهذه الميزة مفيدة للفحوصات الطبية التي لا تتطلب تشخيصاً سريعاً أو الفحوصات الدورية لمن يعانون من الأمراض المزمنة.
توسيع مساحة تقديم الخدمات الصحية.. يساعد الطب الاتصالي المرضى في المناطق النائية في الحصول على الخدمات الطبية والتي قد تعوق المسافات الحصول عليها.
انخفاض التعرض.. يتيح التطبيب عن بُعد للمرضى الحصول على الرعاية الصحية دون خطر إصابة الآخرين أو إصابتهم بالعدوى.
ويحقق الطب الاتصالي أيضًا بعض المميزات الأخرى مثل: انخفاض حالات الإلغاء وعدم الحضور، انخفاض حالات الإلغاء وعدم الحضور، تثقيف المريض حول خطته العلاجية، تعزيز التعاون بين الأقسام.
تسعى المملكة إلى تعزيز الطب الاتصالي من خلال المركز الوطني للمعلومات الصحية والذي يعمل على بناء وتطوير الشبكة السعودية للطب الاتصالي. وتستهدف تلك الشبكة ربط الخدمات الصحية الاتصالية ببعضها. من ناحية أخرى تعمل الشبكة على سد الاحتياج إلى مقدمي الخدمات الصحية ورفع جودتها، وتمكين موفري خدمات وحلول الرعاية الصحية عن بعد في المملكة من خلال بناء قنوات وأدوات ومعايير عالية الجودة وموثوقة وتكامل مع الشبكة السعودية للرعاية الصحية عن بعد.
وفي يناير الماضي، أعلن تجمع الرياض الصحي الثاني عن تدشين مركز الطب الاتصالي، وهو مشروع يستهدف تطوير الخدمات الرقمية الصحية بما يتماشى مع برامج التحول الصحي في المملكة. وتمكن تجمع الرياض الصحي الثاني من تحقيق نقلة نوعية في تقديم الرعاية الصحية الافتراضية، حيث أصبحت 30% من المواعيد في مدينة الملك فهد الطبية تُجرى عن بعد، بما يعادل 6000 موعد افتراضي أسبوعيًا من أصل 20,000 موعد تُقدم أسبوعيًا سواء حضوريًا أو افتراضيًا.