أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجدل مجددًا بعد أن وصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بـ”الأحمق”، بعد قرار البنك الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في وقتٍ تشهد فيه الولايات المتحدة تضخمًا مستمرًا وتباطؤًا في النمو الاقتصادي.
وفي تغريدة على منصة “تروث سوشيال”، قال “ترامب: “جيروم باول لا يفهم شيئًا.. هذا الأحمق يقتل الاقتصاد”، في انتقاد علني مباشر يُعيد إلى الأذهان التوترات التي كانت بين إدارة ترامب الأولى و”باول”، حين كان رئيسًا للمجلس الاحتياطي أيضًا في ذلك الوقت.
ويأتي هذا التصعيد في لحظة حرجة، حيث يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على توازن دقيق بين خفض التضخم وعدم دفع الاقتصاد إلى ركود، فمن هو الرجل الذي يقود إحدى أقوى المؤسسات المالية في العالم؟ ولماذا يُهاجمه “ترامب” بهذا الشكل الحاد؟
ولد جيروم هايدن باول، المعروف باسم جيروم باول، في عام 1953 في واشنطن العاصمة، وتخرج من جامعة برينستون عام 1975 بشهادة في السياسة، قبل أن يحصل على شهادة في القانون من جامعة جورجتاون في عام 1979.
بدأ “باول” مسيرته المهنية في القطاع القانوني، ثم انتقل إلى عالم المال والاستثمار، حيث شغل عدة مناصب مهمة في شركات مالية كبرى، منها شركة “Dillon, Read & Co” وشركة “Carlyle Group”، التي تُعد من أبرز شركات الاستثمار الخاصة.
خلال إدارة الرئيس جورج بوش الأب، عُيّن باول في وزارة الخزانة كنائب وزير للشؤون المالية، لكن انخراطه الحقيقي في السياسة النقدية بدأ عام 2012 عندما عيّنه الرئيس باراك أوباما عضوًا في مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفي 2018، اختاره الرئيس “ترامب” في ولايته الأولى ليكون رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي خلفًا لجانيت يلين، وعلى الرغم من أنه جمهوري، إلا أن سياساته المتوازنة أحيانًا جعلته عرضة للانتقادات من إدارة الرئيس الحالي “ترامب”، التي فضّلت معدلات فائدة منخفضة باستمرار.
منذ توليه المنصب، واجه باول تحديات غير مسبوقة، من بينها جائحة “كورونا”، وأزمات سلاسل التوريد، وارتفاع التضخم لأعلى مستوياته منذ الثمانينات.
ورغم الانتقادات، قاد باول سياسة نقدية تهدف إلى كبح التضخم من خلال رفع تدريجي للفائدة، وهو ما أثار غضب الأسواق أحيانًا، وكذلك صانعي القرار في البيت الأبيض.
وبالرغم من الانتقادات، يحظى “باول” باحترام واسع داخل الأوساط الاقتصادية لما يتمتع به من خبرة، وحنكة في توصيل قرارات المجلس بلغة يفهمها المستثمرون والشارع معًا.