باتت الصين في موقف دفاعي يجعلها تبحث عن أسلحتها لترد على قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية على السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، وهو ما أثار المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين البدين.
ولكن الصين وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للسلع الأمريكية، تمتلك بالفعل دفاعات قوية تتمثل في سيطرتها على الجزء الأكبر من إمدادات العناصر النادرة في العالم التي تدخل بشكل أساسي في الصناعات التقنية والعسكرية وغيرها. كما تمتلك الصين سندات أمريكية بقيمة 784 مليار دولار، لتحتل المركز الثاني بين أكبر الدول المستحوذة على السندات الأمريكية بعد اليابان التي تمتلك 1.125 تريليون دولار. ويمكن للصين أن تستغل هذه الأصول كسلاح في حال اندلاع حرب تجارية شاملة، مما سيضر بالمستهلكين والشركات الأمريكية.
وبحسب الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية، براد سيتسر، فإن الصين قوة مالية ضخمة أكبر مما تبدو عليه من الخارج. إذ إنها عملت منذ عام 2018 على تطوير أدوات تنظيمية ومن بينها ضوابط التصدير، والتي يمكن استخدامها للضغط على الشركات الأمريكية مثل تسلا وأبل في حال تصاعد التوتر بين البلدين.
وفي أعقاب قرارات ترامب برفع قيمة الرسوم الجمركية على نحو 181 دولة في بداية أبريل الماضي، أبلغت الموانئ على الساحل الغربي للولايات المتحدة عن تباطؤ في النشاط، مما أثار المخاوف بشأن نقص الإمدادات الواردة التي يتم إنتاجها عادة في آسيا. كان البيت الأبيض اقترح أن تتم زيادة الرسوم الجمركية على الواردات اأمريكية من الصين بقيمة 245% في أبريل الماضي، وتم رفعها بالفعل إلى 124.1% بداية من 12 أبريل الماضي. وبحسب تحليل أجراه معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، فإن متوسط الرسوم الجمركية الصينية على الصادرات الأمريكية أعلى، إذ يبلغ حوالي 147.6%.
وقال سيتسر، الذي عمل مستشارا أولاً للممثل التجاري للولايات المتحدة خلال إدارة بايدن: “لقد رفعنا بالفعل الرسوم الجمركية إلى درجة عالية بحيث ستصل التجارة مع مرور الوقت إلى الصفر”. ودعا ترامب الصين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بشأن ارسوم الجمركية، ولكن الصين لم تلبي الدعوة. وحثت الصين دول العالم للتصدي إلى قرارات ترامب التي وصفتها بـ “التنمر أحادي اجانب” من قِبل الولايات المتحدة، وتعهد قادة الصين بالرد على الدول التي ستعقد صفقات مع الولايات المتحدة على حساب بكين.
وقال ديواردريك ماكنيل، المدير الإداري في لونغفيو جلوبال: “تُرسل الصين إشارات قوية… بأن الألاعيب التي نمارسها، وهي ألاعيب الرسوم الجمركية وألاعيب سلاسل التوريد، بالنسبة لهم، هي مسألة بقاء”.
اقرأ أيضًا:
الانتخابات الأسترالية.. فوز حزب العمال وترامب حاضرًا
تكتيكات بوتين الكلاسيكية تربك محادثات ترامب
ترامب يُقيل مستشار الأمن القومي مايك والتز