تشهد أسعار القهوة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2025، مدفوعة بتراجع الإنتاج في كبرى الدول المنتجة للبن، مما يثير قلق المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.
هذا الارتفاع يأتي بعد سلسلة من التحديات المناخية والاقتصادية التي أثرت في المحاصيل، خاصة في دول مثل البرازيل وفيتنام، اللتين تمثلان أكثر من نصف الإنتاج العالمي.
تعد البرازيل أكبر منتج للبن في العالم، حيث استحوذت على 38% من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2024، بإجمالي 3.98 مليون طن، بينما تأتي فيتنام في المرتبة الثانية بنسبة 17% من الإنتاج، تليها كولومبيا (7%)، ثم إندونيسيا (6%)، وإثيوبيا (5%).
وتشير البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن هذه الدول العشر الكبرى تتحكم في نحو 90% من إجمالي المعروض العالمي من القهوة.
تضرر الإنتاج العالمي للقهوة في عام 2024 نتيجة للتغيرات المناخية، حيث شهدت البرازيل موجة جفاف شديدة بسبب ظاهرة النينيو، مما أثر في جودة وكمية المحصول.
كما واجهت فيتنام ظروفًا مناخية قاسية أدت إلى تراجع إنتاجها بنسبة 20% مقارنة بالعام السابق. ويُتوقع أن يؤدي استمرار هذه الظروف إلى انخفاض محصول القهوة لعام 2025/2026 إلى أدنى مستوى له خلال ثلاث سنوات.
مع قلة المعروض وزيادة الطلب، قفزت أسعار القهوة عالميًا إلى مستويات غير مسبوقة. ووفقًا لتقارير السوق، ارتفع سعر قهوة أرابيكا بنسبة 58% في عام 2024، بينما شهدت قهوة روبوستا زيادة بنسبة 70%.
وقد تجاوزت أسعار القهوة في الأسواق العالمية حاجز 4 دولارات للرطل، وهو رقم يقترب من أعلى مستوى مسجل تاريخيًا.
على الرغم من الارتفاع الحالي، تتوقع مؤسسات اقتصادية مثل البنك الدولي أن تبدأ الأسعار في الاستقرار خلال عام 2025، مع تحسن الإنتاج تدريجيًا.
كما صرّح رئيس جمعية «روسشايكوف» الروسية، راماز تشانتوريا، أن الأسعار قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 20-30% بعد فبراير 2025، بمجرد اتضاح الصورة الكاملة لمحصول فيتنام وتحسن التوقعات بشأن الإنتاج في البرازيل.
كيف سيتأثر المستهلكون بارتفاع الأسعار؟
من المتوقع أن ينعكس ارتفاع أسعار البن على المستهلكين على نحو مباشر، حيث قد يؤدي ذلك إلى زيادة أسعار المشروبات الساخنة في المقاهي.
وتشير تقديرات السوق إلى أن سعر فنجان القهوة قد يصل إلى 8-12 دولارًا في بعض المناطق بنهاية عام 2025.
لمواجهة هذه التحديات، تتجه الدول المنتجة إلى تطبيق استراتيجيات زراعية جديدة، مثل تطوير محاصيل مقاومة للحرارة والجفاف، واعتماد أنظمة ري حديثة تقلل من استهلاك المياه.
كما تسعى كبرى الشركات إلى تأمين سلاسل التوريد عبر توقيع عقود طويلة الأجل مع الموردين.
