أعلنت سلطنة عمان تأجيل الجولة الرابعة من محادثات أمريكا وإيران التي كانت مقررة في الثالث من مايو الجاري.
وذكر وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي في منشور على منصة “إكس” أن التأجيل جاء “لأسباب لوجستية”، مضيفًا أنه سيتم تحديد موعد جديد فور اتفاق الطرفين.
ويُشار إلى أن البوسعيدي لعب دور الوسيط في ثلاث جولات سابقة من محادثات أمريكا وإيران، التي تهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، ولم يقدم الوزير أي تفاصيل إضافية حول سبب التأجيل أو النقاط العالقة بين الطرفين.
من جهته، أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بيانًا يؤكد أن تأجيل الجولة جاء بطلب عماني، مشددًا على التزام إيران بالتوصل إلى “اتفاق عادل ودائم”.
وفي المقابل، أفاد مصدر مطلع على الفريق الأمريكي المفاوض بأن واشنطن “لم تؤكد بعد مشاركتها” في المحادثات المؤجلة، وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال تتوقع عقد محادثات مع إيران قريبًا، دون تحديد موعد رسمي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي، لا سيما مع استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم لمستويات تقترب من الحد المطلوب لصناعة أسلحة نووية.
ويُذكر أن الاتفاق النووي لعام 2015 كان قد قيد هذا البرنامج بشكل كبير، لكن انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب منه عام 2018 أعاد إشعال النزاع.
كما هدد ترامب مرارًا بشن ضربات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل الوصول إلى اتفاق جديد، كما حذر مسؤولون إيرانيون من احتمال لجوئهم إلى تطوير أسلحة نووية ردًا على الضغوط المتزايدة.
في سياق متصل، تتواصل عمليات “الفارس الخشن” التي تنفذها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، الذين تتهم واشنطن طهران بدعمهم بالسلاح والتدريب.
وفي رسالة حادة، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن إيران “تعلم جيدًا ما يستطيع الجيش الأمريكي فعله” وإنها “ستدفع الثمن في الزمان والمكان الذي نختاره”.
وكانت الجولة الأخيرة من محادثات أمريكا وإيران قد عُقدت في عُمان بالتزامن مع انفجار عنيف في ميناء إيراني أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصًا وإصابة المئات، ما ألقى بظلاله على أجواء المفاوضات.
رغم التأجيل، لا تزال محادثات أمريكا وإيران تشكل نافذة أمل لتخفيف التوتر الإقليمي، إذا ما أُعيدت جدولة المفاوضات قريبًا وتوفرت إرادة سياسية من الجانبين.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
بريطانيا تلوح بالاعتراف بدولة فلسطينية
إذا تخلت أمريكا عنها.. هل تستطيع أوروبا مساعدة أوكرانيا على مواصلة القتال؟
فوز الليبراليين في انتخابات كندا يضع العلاقة مع أمريكا على المحك