مع فوز الليبراليين في الانتخابات التشريعية الكندية بقيادة رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، الذي من المتوقع أن يشكّل حكومة أقلية، باتت العلاقات مع الولايات المتحدة على المحك.
وكان كارني يتطلع للحصول على أغلبية في الانتخابات حتى يمكنه التفاوض مع ترامب حول الرسوم الجمركية التي فرضها على البلاد في أبريل الماضي ضمن مجموعة أخرى من الدول. وتصدر الليبراليون في الانتخابات بحصولهم على الأصوات في 167 منطقة انتخابية، والمعروفة بالمقاعد، يليهم المحافظون بـ 145، مع استمرار فرز الأصوات.
وتطلب فوز الليبراليين بتشكيل حكومة أغلبية الحصول على 172 مقعدًا من أصل 343 مقعدًا في مجلس العموم، وهو ما كان سيسمح لهم بالانفراد بالحكم دون معاونة من حزب آخر أصغر. وقال كارني في خطاب النصر في أوتاوا: “لقد انتهت علاقتنا القديمة مع الولايات المتحدة، تلك العلاقة القائمة على التكامل المتزايد باستمرار”.
وتابع رئيس الحكومة الكندية:” لقد انتهى نظام التجارة العالمية المفتوحة الذي رسّخته الولايات المتحدة، وهو نظام اعتمدت عليه كندا منذ الحرب العالمية الثانية، وهو نظام، وإن لم يكن مثاليًا، إلا أنه ساهم في تحقيق الرخاء لبلدنا لعقود”. وقال كارني إن الأشهر المقبلة ستكون صعبة وستتطلب تضحيات.
منذ فوزه بانتخابات قيادة حزبه في أعقاب استقالة رئيس الوزراء السابق، جاستن ترودو، الشهر الماضي، بدأ كارني في الترويج لمشاعر الغضب تجاه ترامب، وبدأ في حشد الرأي العام ضد تهديدات الرئيس الأمريكي بضم كندا باعتبارها ” الولاية الحادية والخمسين”، وجعل الدفاع عن كندا محورًا أساسيًا في برنامجه الانتخابي. وقال كارني: “أمريكا تريد أرضنا، ومواردنا، ومياهنا، وبلدنا. هذه ليست تهديدات عابرة. الرئيس ترامب يحاول تحطيمنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا. هذا لن يحدث أبدًا”.
وساهمت خطوات ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على السيارات الكندية بنسبة 25% لن الولايات المتحدة لا ترغب بها، إلى جانب إعلان رغبته في ضم كند في زيادة الدعم الشعبي لـ كارني الذي قاد بنكين مركزيين في مجموعة السبع من قبل. وساهمت التوترات مع الولايات المتحدة أنصار حزبين أصغر حجمًا هما الحزب الديمقراطي الجديد ذو الميول اليسارية وكتلة الكيبيك الانفصالية، للتحول إلى تأييد الليبراليين. ويُعتبر الحزب الليبرالي هو آخر حزب يفوز بأربعة انتخابات متتالية في كندا، وقد حقق هذا الإنجاز في عام 2004.
بدوره اعترف زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاجميت سينغ، بالهزيمة في دائرته الانتخابية، وقال إنه يعتزم الاستقالة من زعامة الحزب، وكان بواليفير هو المرشح الأوفر حظا للفوز عندما أعلن ترودو استقالته في يناير الماضي، في أعقاب استطلاعات الرأي المروعة وأزمة خطيرة في تكاليف المعيشة وثورة داخلية في حكومته.
وقال بواليفير المحسوب على حزب المحافظين إنه سيعمل مع كارني والأحزاب الأخرى في الدفاع عن مصلحة كندا وحماية سيادتها، مؤكدًا أن كندا ستكون دائمًا في المقام الأول عند مواجه ترامب وسياسته الجديدة التي تعتمد على التعريفات الجمركية. ولم يستبعد كارني مواصلة المحادثات مع ترامب، لكنه في نفس الوقت يعمل على توطيد علاقات بلاده مع جهات ودول أخرى أكثر موثوقية. وفي خطوة غير مألوفة، كانت أول رحلة خارجية له كرئيس وزراء إلى أوروبا، حيث تحدث مع مسؤولين فرنسيين وبريطانيين حول توطيد العلاقات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
اقرأ أيضًا:
ما الولايات الأمريكية التي تستورد معظم البضائع من كندا والمكسيك؟
مارك كارني يواجه ترامب: أول خطاب حاد لرئيس وزراء كندا الجديد
كندا.. كنز الموارد الطبيعية الذي يغذي اقتصاد العالم