شهدت منطقة فالنسيا الواقعة شرقي إسبانيا قبل أيام أعنف سيول ضربت إسبانيا في التاريخ الحديث، حيث تسببت في وفاة 211 شخصًا على الأقل خلال 4 أيام، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.
ووفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، يعود سبب هذا الطقس الكارثي إلى ظاهرة تتشكل في البحر الأبيض المتوسط تسمى “دانا”، فما الذ نعرفه عنها؟
تعرف عواصف “دانا” بأنها الصورة الأكثر تطرفًا لما يسمى بـ “القطرات الباردة”، والتي تحدث عندما تصطدم كتلة من الهواء الدافئ بكتلة راكدة من الهواء البارد على ارتفاع حوالي 9 آلاف متر.
وتحدث ظاهرة “دانا” عندما يلتقي هذا الهواء البارد مع هواء دافئ للغاية بالقرب من السطح، وخاصة فوق المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط.
ويؤدي هذا المزيج إلى خلق فارق كبير في درجات الحرارة بين طبقات الغلاف الجوي المختلفة، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الهواء الدافئ بسهولة وتشبعه ببخار الماء.
وإذا تم الجمع بين هذا التباين في درجات الحرارة والرطوبة والطاقة من البحر الأبيض المتوسط، الذي يكون دافئًا جدًا بعد أشهر الصيف، فإن النتيجة هي العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة.
في يوم الثلاثاء الموافق 29 أكتوبر المنقضي، هطلت في بعض مناطق إسبانيا كمية من الأمطار تعادل كمية الأمطار التي تهطل في عام كامل في غضون ساعات قليلة، مما تسبب في حدوث فيضانات هائلة دمرت بلدات بأكملها وتركت الآلاف من الناس عالقين.
وفي بعض المناطق، وصل معدل هطول الأمطار إلى 500 لتر لكل متر مربع.
وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن الحكومة سترسل 5 آلاف فرد إضافي من الجيش للمساعدة في أعمال البحث والتنظيف التي يقوم بها 2500 جندي جرى نشرهم بالفعل.
ووصف العملية الجارية بأنها أكبر مهما تنفذها القوات المسلحة في إسبانيا في وقت السلم.
وأضاف أن الحكومة ستحشد جميع الموارد اللازمة ما دام الأمر يقتضي ذلك.
وهذه المأساة هي أسوأ كارثة مرتبطة بسيول تضرب أوروبا منذ 1967 حينما لقي 500 على الأقل حتفهم في البرتغال.
ووصف ياغو بيريز، وهو عالم جيولوجي بجامعة “أكسفورد”، عواصف “دانا” بأنها واحدة من أخطر الظواهر الجوية في إسبانيا، مشيرًا أنها أطلقت كميات هائلة من المياه في وقت قصير للغاية.
وحسب وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، من المتوقع أن تتراجع كثافة تأثير الظاهرة على البلاد بحلول نهاية يوم الأحد.
المصادر:
