تشهد مطاعم السعودية ومقاهيها، بدءًا من يوم غد الثلاثاء، تغييرًا جذريًا في قوائم الطعام الخاصة بها، حيث ستُطبق لوائح جديدة تلزمها بالإفصاح الكامل عن المكونات الغذائية، بما يشمل الإفصاح القوائم الورقية والإلكترونية، بالإضافة إلى منصات طلبات التوصيل الرقمية.
تهدف هذه الخطوة، التي تأتي ضمن جهود الهيئة العامة للغذاء والدواء، إلى تمكين المستهلكين من اتخاذ قرارات غذائية صحية ومستنيرة.
ستتضمن القوائم الجديدة لمطاعم السعودية معلومات تغذوية مفصلة، مثل محتوى السعرات الحرارية، ونسب الدهون، والسكريات، والصوديوم، كما سيتم التنويه بوضوح عن أي مواد قد تسبب الحساسية للمستهلكين.
يلزم التحديث الجديد مطاعم السعودية بوضع علامة مميزة، أُطلق عليها اسم “المِلّاحة”، بجانب الوجبات التي تحتوي على نسب عالية من الملح.
كما ستفصح مطاعم السعودية عن محتوى الكافيين في المشروبات، مع توضيح المدة الزمنية التقديرية المطلوبة لحرق السعرات الحرارية الناتجة عن كل صنف غذائي.
وفقًا للهيئة العامة للغذاء والدواء، تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز الشفافية وتحسين جودة الحياة في المملكة، من خلال دعم الخيارات الصحية ورفع الوعي العام بمكونات الأغذية المقدمة في قطاع الإعاشة.
يعد الإفصاح عن المكونات الغذائية أمرًا حيويًا للصحة العامة على مستويات عديدة، فمن الناحية العلمية، يُمكّن هذا الإجراء الأفراد من فهم ما يتناولونه بدقة، وهو ما يُعد ضروريًا بشكل خاص للمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، حيث يساعدهم في إدارة أنظمتهم الغذائية بشكل أفضل.
علاوة على ذلك، تُسهم الشفافية في المكونات في حماية الأفراد الذين يعانون من الحساسية الغذائية الشديدة، فالإفصاح الواضح عن المواد المسببة للحساسية مثل الفول السوداني، والغلوتين، ومنتجات الألبان، أو المأكولات البحرية، يقلل بشكل كبير من حالات الطوارئ الطبية التي قد تحدث نتيجة التناول غير المقصود لمواد تثير استجابات تحسسية خطيرة.
كما أن توضيح محتوى الكافيين يفيد الأفراد الذين يحتاجون إلى مراقبة استهلاكهم، مثل النساء الحوامل، أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أو القلق.
بشكل عام، يعزز الإفصاح الشامل الثقافة الغذائية لدى الجمهور، ويشجع على اتباع عادات أكل أكثر صحة، ويدفع بقطاع الغذاء نحو تقديم منتجات أكثر أمانًا وجودة.