لقد مررنا جميعًا بتلك اللحظات في الاجتماعات، حيث نسمع شخصًا يتحدث باستخدام مصطلحات الشركات المعقدة، مثل “تنسيق الأفكار عبر الفرق المختلفة” أو “تعزيز القيادة الفكرية”. في البداية قد يبدو هذا مثيرًا للإعجاب، لكن مع مرور الوقت، يتحول إلى مجرد ضوضاء. إذًا، كيف يمكننا تجنب هذا الفخ وتعزيز مهارات التواصل بشكل أوضح وأكثر أصالة وأكثر ذكاءً؟ يقول بيل ماكغاوان، الكاتب ومستشار فن الخطابة، إن أكبر خطأ يرتكبه معظم الناس في التواصل في العمل هو التمسك الشديد بالمصطلحات المعقدة. في محاولة لإظهار الذكاء والتميز، يميل الأشخاص إلى استخدام عبارات “مملة” و”غير مثيرة” تخفي رسالتهم تحت طبقة من التعقيد غير الضروري.
ماكغاوان، الذي قام بتدريب العديد من المشاهير والرؤساء التنفيذيين والسياسيين (بما في ذلك مارك زوكربيرغ وجيف بيزوس وكيم كارداشيان)، يعتقد أن استخدام المصطلحات المعقدة لا يحسن التواصل. بل في الواقع، يبعد المستمعين ويجعل الرسالة أصعب في المتابعة.
خذ المثال التالي: “مشاركة الفكرة مع الزملاء لتقوية التعاون بين الأقسام المختلفة”. ماذا يعني هذا؟ ببساطة، أنت تقول فقط إنك تريد العمل معًا لحل مشكلة. ولكن استخدام لغة معقدة مثل هذه يربك الآخرين ويجعل الشخص يبدو أقل أصالة.
ينطبق نفس الشيء عندما تقوم بإعطاء خطاب أو عرض تقديمي. يوضح ماكغاوان أن الكلمات الكبيرة أو العبارات المعقدة لا تعزز ما تقوله، بل تجعل من الصعب على الجمهور متابعتك. في الواقع، أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس هو الكتابة كما لو أنهم ينشئون مستندًا للقراءة فقط، وهو أمر لا يتناسب مع طبيعة الحديث في العروض التقديمية. الكتابة للمراجعة البصرية تشمل عادة جملًا طويلة ومعقدة قد تكون صعبة الفهم عند الإلقاء.
إذا كنت ترغب في تحسين مهاراتك في التواصل في العمل والعروض التقديمية، فإليك بعض الاستراتيجيات البسيطة والفعّالة لتبدو أكثر ذكاءً وجذبًا:
بدلًا من القول: “استمرت المبيعات في الحفاظ على مسارها التصاعدي في الربع الحالي”، قل: “زادَت المبيعات هذا الربع.” الصوت النشط أوضح وأكثر مباشرة وأسهل في الفهم.
الصمت قد يكون ذهبًا، خاصة في المحادثات والاجتماعات. أبحاث أستاذ اللغويات إريك شليف، من جامعة سالزبورغ، تشير إلى أن الصمت في اللحظة المناسبة يمكن أن يجعلك تبدو أكثر ذكاءً. لا يتعلق الأمر بملء الفراغ بالكلام، بل باستخدام الصمت بشكل فعال لتسليط الضوء على النقاط المهمة.
عند التحضير لعرض تقديمي، لا تكتب كل كلمة. حضر مخططًا بسيطًا للنقاط الرئيسية. يوصي ماكغاوان بتسجيل نفسك وأنت تقدم حديثًا باستخدام المخطط فقط. بعد ذلك، قم بنقل التسجيل وتحسين الأخطاء، ولكن حافظ على الأسلوب والطابع الطبيعي.
من السهل الانشغال بمحاولة الظهور أكثر ذكاءً أو مصقولًا، ولكن من الأفضل التحدث بطريقة طبيعية وسهلة. عندما تتواصل بالطريقة التي تعبر بها بشكل فطري، يكون من الأسهل على جمهورك التواصل معك.