يونيو ٨, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
دراسة: الذكاء الاصطناعي يثري الوظائف ويعزز المهارات بدلًا من إلغائها

رغم المخاوف الواسعة من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى أتمتة الوظائف وخفض أجور الموظفين، كشفت دراسة حديثة لشركة الخدمات المهنية العالمية PwC أن الذكاء الاصطناعي يجعل الأفراد “أكثر قيمة، لا أقل”، ويعزز من إنتاجيتهم وفرصهم الوظيفية.

قال جو أتكينسون، الرئيس العالمي للذكاء الاصطناعي في PwC، إن وتيرة الابتكار التقني المتسارعة هي ما يثير قلق الناس، مؤكداً أن التطور الحالي “يسير بسرعة غير مسبوقة في تاريخ التقنية”.

وأوضح أتكينسون أن التقرير يشير بوضوح إلى أن الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة بالفعل، وليس العكس.

ووفقاً لتقرير “مؤشر وظائف الذكاء الاصطناعي 2025″، فإن الوظائف والأجور تشهدان نمواً في “جميع المهن تقريباً” التي تتعرض لتأثير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تلك الأكثر قابلية للأتمتة مثل خدمة العملاء ومطوري البرمجيات.

وأكدت كارول ستوبينغز، الرئيسة التجارية العالمية في PwC المملكة المتحدة، أن كل ثورة صناعية تاريخياً خلقت وظائف أكثر مما ألغت، لكن التحدي يكمن في أن المهارات المطلوبة للوظائف الجديدة تختلف كثيراً عن السابقة، ما يستدعي استعداد القوى العاملة للتكيف والتعلم المستمر.

حلل التقرير أكثر من 800 مليون إعلان وظيفة وآلاف التقارير المالية عبر ست قارات، ودحض ستة مفاهيم خاطئة شائعة حول تأثير الذكاء الاصطناعي:

الإنتاجية

خلافاً للاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي لم يؤثر بعد في الإنتاجية، أظهر التقرير أن نمو الإنتاجية في القطاعات الأكثر استعداداً لتبني الذكاء الاصطناعي قد تضاعف أربع مرات منذ 2022، بينما تراجع قليلاً في القطاعات الأقل تعرضاً، مثل العلاج الطبيعي.

كما سجلت القطاعات الأكثر تعرضاً للذكاء الاصطناعي نمواً في الإيرادات لكل موظف بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالقطاعات الأقل تعرضاً.

الأجور

على عكس المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يخفض أجور العاملين، كشف التقرير أن الموظفين الذين يمتلكون مهارات الذكاء الاصطناعي يحصلون على متوسط علاوة أجور تبلغ 56% مقارنة بنظرائهم في نفس الوظائف دون هذه المهارات، ارتفاعاً من 25% في العام الماضي.

كما أن الأجور ترتفع بمعدل مضاعف في الصناعات الأكثر تعرضاً للذكاء الاصطناعي مقارنة بالأقل تعرضاً.

عدد الوظائف

رغم المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي سيقلص أعداد الوظائف، وجد التقرير أن الوظائف في المهن الأقل تعرضاً للذكاء الاصطناعي نمت بنسبة 65% بين 2019 و2024، بينما استمر النمو بشكل قوي حتى في الوظائف الأكثر تعرضاً (38%).

عدم المساواة

خلافاً للاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي سيزيد من عدم المساواة، أظهرت النتائج أن الأجور والتوظيف يرتفعان في الوظائف التي يمكن تدعيمها أو أتمتتها بالتقنية.

كما أن الطلب على الشهادات الجامعية الرسمية يتراجع بوتيرة أسرع في الوظائف المعرضة للذكاء الاصطناعي، ما يفتح الباب أمام فرص أوسع لملايين الأشخاص.

المهارات

على عكس الفكرة بأن الذكاء الاصطناعي قد “يقلل من قيمة” الوظائف التي يؤتمت جزء منها، وجد التقرير أن الذكاء الاصطناعي يثري هذه الوظائف عبر تحرير الموظفين من المهام الروتينية، ما يمنحهم فرصة لتطوير مهارات أكثر تعقيداً واتخاذ قرارات استراتيجية. فعلى سبيل المثال، يمكن لموظفي إدخال البيانات أن يتحولوا إلى محللي بيانات ذوي قيمة أعلى.

الأتمتة

خلافاً للاعتقاد بأن الأتمتة تقلل من قيمة الوظائف، أظهرت البيانات أن الأجور ترتفع حتى في الوظائف الأكثر قابلية للأتمتة، حيث يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل هذه الوظائف لتصبح أكثر تعقيداً وإبداعاً، ويجعل الموظفين أكثر قيمة.

فرصة للنمو الاقتصادي وتحديات المهارات

يرى التقرير أن النمو “المعتدل” في أعداد الوظائف في القطاعات الأكثر تعرضاً للذكاء الاصطناعي قد يكون مفيداً في ظل انخفاض أعداد السكان في سن العمل في العديد من الدول.

فالذكاء الاصطناعي يعزز إنتاجية القوى العاملة ويخلق تأثيراً مضاعفاً يسد الفجوات التي قد تعجز الشركات عن سدها بطرق أخرى.

ويؤكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُعامل كاستراتيجية للنمو وليس فقط لخفض التكاليف، داعياً الشركات إلى مساعدة موظفيها على التكيف وخلق فرص وأسواق جديدة عوضا عن التركيز على تقليص الوظائف.

ويختم التقرير: “عوضا عن الاكتفاء بأتمتة وظائف الماضي، علينا أن نخلق وظائف وصناعات المستقبل. الذكاء الاصطناعي، إذا استُخدم بذكاء، قد يشعل شرارة ازدهار في الوظائف ونماذج الأعمال الجديدة. فثلثا الوظائف الحالية في الولايات المتحدة لم تكن موجودة عام 1940، وكثير منها أتاحته الطفرات التقنية”.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

موجات حر بحرية تضع آخر نهر جليدي استوائي على حافة الانقراض

المقالة التالية

إنفوجرافيك | أعلى الدول في رسوم تحويل الأموال