يونيو ٤, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
“لن أموت غنيًا”.. بيل غيتس يكرس أغلب ثروته لتنمية أفريقيا

أعلن قطب التقنية ومؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، عن عزمه تكريس الجزء الأعظم من ثروته الشخصية، المقدرة بنحو 200 مليار دولار أمريكي (150 مليار جنيه إسترليني)، لدعم مشاريع تنموية شاملة في قطاعي الصحة والتعليم بالقارة الأفريقية، وذلك على امتداد السنوات العشرين المقبلة.

ويأتي هذا التعهد الطموح كجزء من التزامه الأوسع الذي كشف عنه في مايو الماضي بالتبرع بنسبة 99% من إجمالي ممتلكاته بحلول عام 2045، وهو العام الذي من المقرر أن تختتم فيه مؤسسته الخيرية أنشطتها العالمية.

رؤية للازدهار الأفريقي

وفي خطاب ألقاه مؤخرًا من مقر الاتحاد الأفريقي، شدد غيتس – 69 عامًا – على أنه “بإطلاق العنان للإمكانات البشرية من خلال الصحة والتعليم، ينبغي لكل دولة في أفريقيا أن تكون على طريق الرخاء”. وأضاف في كلمته: “لقد التزمتُ مؤخرًا بالتبرع بثروتي على مدى العشرين عامًا القادمة، وسيُنفق معظم هذا التمويل على مساعدتكم في مواجهة التحديات هنا في أفريقيا”.

كما وجه غيتس نداءً خاصًا للمبتكرين الأفارقة الشباب، حاثًا إياهم على استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتطوير الرعاية الصحية، مشيرًا إلى كيف “اجتازت أفريقيا إلى حد كبير الخدمات المصرفية التقليدية بفضل الهواتف المحمولة، والآن لديكم الفرصة، مع بناء أنظمة رعاية صحية من الجيل التالي، للتفكير في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في ذلك”، مستشهدًا برواندا كنموذج رائد في استخدام الموجات فوق الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحديد حالات الحمل عالية الخطورة.

تحديات التمويل

من المقرر أن تركز مؤسسة غيتس، ذات التاريخ الطويل في العمل التنموي بالقارة، على تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية، مع إيلاء اهتمام خاص لصحة الأم وتغذيتها (قبل وأثناء الحمل) وتغذية الطفل في سنواته الأربع الأولى لما لذلك من أثر عميق ومستدام. وتشمل أولويات المؤسسة الثلاث: إنهاء وفيات الأمهات والأطفال التي يمكن تفاديها، وضمان نشأة جيل خالٍ من الأمراض المعدية الفتاكة، ومساعدة ملايين البشر على الخروج من دائرة الفقر.

وقد لاقى إعلان غيتس ترحيبًا واسعًا، حيث اعتبرته السيدة الأولى السابقة لموزمبيق، غراسا ماشيل، بأنه جاء في “لحظة أزمة”، خاصة في ظل تقليص الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب لمساعداتها الموجهة لأفريقيا، بما في ذلك برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، ضمن سياسة “أمريكا أولاً”، مما أثار قلقًا حول مستقبل الرعاية الصحية في القارة. وأضافت ماشيل: “إننا نعتمد على التزام السيد غيتس الثابت بمواصلة السير على هذا الطريق نحو التحول إلى جانبنا”.

وعن دوافعه الشخصية لهذا العطاء المتسارع، كان غيتس قد كتب في تدوينة سابقة الشهر الماضي أنه يعمل على تسريع وتيرة تبرعاته عبر مؤسسته، قائلاً: “سيقول الناس الكثير من الأشياء عني عندما أموت، لكنني مصمم على أن عبارة ‘لقد مات غنيًا لن تكون واحدة منهم”. ووفقًا لتقديرات وكالة “بلومبرغ”، فإن التبرع بـ 99% من ثروته قد يترك خامس أغنى رجل في العالم لا يزال ضمن قائمة المليارديرات.

ورغم هذه المساعي الخيرية الواسعة، التي استلهمها غيتس من شخصيات بارزة في عالم العطاء مثل وارن بافيت، لا تخلو مؤسسته من انتقادات، حيث يتهمها البعض باستغلال وضعها ككيان خيري لتجنب الالتزامات الضريبية، وبامتلاكها تأثيرًا مفرطًا وغير متناسب على منظومة الصحة العالمية.

يُذكر أن غيتس، الذي شارك في تأسيس شركة مايكروسوفت عام 1975 مع بول ألين، والتي سرعان ما تبوأت مكانة مهيمنة في عالم البرمجيات والتقنية، قد ابتعد تدريجيًا عن إدارة الشركة في العقود الأخيرة، متخليًا عن منصب الرئيس التنفيذي عام 2000 ثم رئاسة مجلس الإدارة في 2014، ليكرس الجزء الأكبر من وقته وجهده للعمل الخيري عبر مؤسسته.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

واشنطن تسمح لسوريا بضم مجهادين سابقين للجيش

المقالة التالية

دليل أفلام عيد الأضحى في المملكة.. قائمة بأهم الأعمال