حققت الأسهم الهندية ارتفاعًا ملحوظًا لمستويات تخطت ما كانت عليه قبل اندلاع التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان والتي أدت لأسابيع متقلبة. ولكن هذه الاضطرابات لم تكن مفاجئة للمستثمرين الذين ينظرون إلى الأزمات الحدودية – رغم خطورتها – على أن مجرد متغير واحد في معادلة أكثر صعوبة خلال الفترة الحالية.
ومع اندلاع المناوشات الحدودية بين الهند وباكستان تراجعت الأسهم الهندية في الوقت الذي تزايدت فيه المخاوف من انزلاق الطرفين نحو صراع مسلح، ولكن تلك التغييرات الأخيرة لن تؤثر بشكل كبير على العائد الإجمالي للاقتصاد، بحسب كيرون كادر، مدير الصندوق المساعد في صندوق شبه القارة الهندية التابع لشركة ألكويتي. ووصف كادر التقلبات الاقتصادية التي أعقبت الاضطرابات الحدودية بأنها “هدية إلى المستثمر طويل الأجل”، فيما أشار أناند جوبتا، مدير المحفظة الرئيسي لصندوق الأسهم الهندية لدى أليانز، إلى أن سوق الأسهم الهندية أظهرت ”مرونة ملحوظة” خلال ذروة الأزمة، مع ارتفاع مؤشر MSCI India.
وأرجع المحللون ذلك إلى ثقة المستثمرين في السوق الهندية ذات الأساسيات الاقتصادية القوية، إلى جانب النمط التاريخي للاضطرابات المحدودة في السوق التي صاحب الصراعات الجيوسياسية المماثلة. وعلى الرغم من أن التقلبات الجيوسياسية الأخيرة ربما لم تتسبب في اشتعال المخاوف لدى المستثمرين تجاه الهند بشكل كبير، إلا أنها قد تشكل المزيد من المخاطر على المدى الطويل، خصوصًا وأن الصراع الحالي شهد بعض المفاجآت مثل ادعاء كلا منهما مهاجمة أراض في عمق الجانب الآخر، وهو تصعيد مختلف في تاريخ المواجهات بين الدولتين النوويتين، وفق بحث أجراه فريق الائتمان في باركليز حول ”التأثير الكلي على كل من الهند وباكستان” من جراء الصراع الأخير.
وفي حين أن المستثمرين لم يشعروا بالتخوف من التوترات بين الهند وباكستان، إلا أن التوقعات بتصعيد الصراع أثارت المخاوف نظرا للوضع الجيوسياسي الأوسع في جميع أنحاء العالم. وقال فينوجوبال غاري، رئيس قسم أبحاث الهند في بيرنشتاين، في مذكرة بتاريخ 7 مايو، أن الهند ليست في وضع جيد. وأوضح غاري: أن الموقف السياسي حول الهند من جارتيها بنغلاديش وسريلانكا تغير، إلى جانب الظروف غير المواتية التي تمر بها حليفتاها الأساسيتان روسيا والكيان المحتل بسبب انشغالهم بالحرب، بخلاف أن دعم الصين غير مجدي؛ بسبب عدم استقرار العلاقات بين الطرفين.
وتشترك الصين والهند في حدود طويلة، مع العديد من نقاط الخلاف التي ظلت دون تسوية لعقود. كما خاض البلدان حربًا عام 1962 بسبب نزاع حدودي. ومؤخرًا، قُتل 20 جنديًا هنديًا في اشتباك مع القوات الصينية في منطقة حدودية متنازع عليها في جبال الهيمالايا عام 2020.