تواجه واردات أمريكا من الأحذية أزمة خانقة مع دخول الرسوم الجمركية المتبادلة حيز التنفيذ مؤخراً، ما دفع جمعية موزعي وتجار الأحذية في أمريكا (FDRA) إلى توجيه رسالة رسمية للرئيس دونالد ترامب.
وطالبت الجمعية، التي تمثل علامات تجارية كبرى مثل نايكي وأديداس وسكيتشرز، بإعفاء القطاع من هذه الرسوم نظراً لتأثيرها الكبير على مستقبل الصناعة.
تشير البيانات إلى أن أكثر من 95% من الأحذية المباعة في السوق الأمريكية تعتمد على واردات الأحذية من الخارج، وهو ما يجعل فرض رسوم إضافية تهديداً مباشراً لاستقرار مئات الشركات وآلاف الوظائف، وتُظهر الرسالة أن بعض الشركات تواجه الآن تعريفة جمركية قد تتجاوز 150%، ما يجعل الاستمرار في العمل مستحيلاً دون تدخل حكومي عاجل.
أوضحت إدارة تنظيم الصادرات والواردات أن الرسوم الجديدة ستنعكس سلباً على المستهلك الأمريكي، خاصة ذوي الدخل المتوسط والمحدود، إذ سترتفع أسعار المنتجات بشكل كبير، حيث تعتمد شركات عديدة على واردات الأحذية منخفضة التكلفة لتوفير منتجات بأسعار مناسبة، ما يجعل استمرارها تحت هذه الضغوط أمراً صعباً.
وجاء في الرسالة أن الرسوم الجمركية لا تُعيد التصنيع إلى أمريكا، بل تزيد من تعقيد العملية، وتعيق أي خطط استراتيجية لنقل سلاسل التوريد أو تطوير مصانع محلية، فمثل هذه الخطوات تتطلب سنوات من الاستثمار والتخطيط، بينما تفتقر الشركات اليوم إلى الاستقرار المالي للقيام بذلك.
في عام 2024، بلغت واردات الأحذية إلى الولايات المتحدة أكثر من 28 مليار دولار، وتمثل الصين وفيتنام وحدهما نحو 70% من هذه الواردات، وهما دولتان خاضعتان حالياً لرسوم جمركية مرتفعة.
كما أن دولاً أخرى مثل كمبوديا وإندونيسيا، والتي تُعتبر بدائل محتملة للإنتاج، تواجه أيضاً رسوماً مرتفعة، ما يُضيق خيارات الشركات بشكل كبير.
بات واضحاً أن مستقبل واردات الأحذية في الولايات المتحدة على المحك، فالسياسات التجارية الحالية تعرقل استقرار الصناعة وتضعف قدرة الشركات على المنافسة، وإذا استمرت هذه التوجهات، فإن التأثير لن يقتصر على أرباح الشركات، بل سيمتد إلى سوق العمل والأسعار النهائية التي يدفعها المستهلك.
وفي ظل هذه المعطيات، تدعو جمعية FDRA صناع القرار إلى التحرك العاجل لحماية واردات الأحذية وضمان استمرارها، بوصفها ركيزة أساسية في الاقتصاد الاستهلاكي الأمريكي، وضرورة يومية لا غنى عنها لعشرات الملايين من المواطنين.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| إحصائيات سوق العمل السعودي.. أرقام تعكس النمو الوظيفي
ماذا سيفعل وارن بافيت بعد التقاعد؟.. أسطورة الاستثمار لن تنتهي