النجاح الظاهري يخفي مشاعر أعمق
شراء المنزل كان إنجازًا كبيرًا، لكنه أطلق في داخله مشاعر لم يتوقعها: الصدمة المالية. هذه الحالة تمثل استجابة نفسية وعاطفية ناتجة عن تجارب مالية سلبية تؤثر في علاقتنا بالمال. أدرك رحيم أن تلك المشاعر المتأججة لم تكن مجرد قلق مؤقت، بل جذورها تعود لطفولته، ولتجارب قاسية مثل مشاهدة إشعار طرد على باب شقة عائلته.
من التجربة إلى المساعدة: التحول إلى معالج مالي
هذه الرحلة الشخصية كانت الدافع الأساسي ليتحول رحيم إلى معالج مالي معتمد. أراد أن يساعد الآخرين الذين يواجهون صدمات مالية مشابهة، خاصة أولئك الذين يشعرون بالخوف من النجاح أو من اتخاذ خطوات مالية كبيرة.
إطار “الـ3 E’s” لمعالجة الصدمة المالية
طوّر رحيم إطارًا عمليًا لمساعدة عملائه على فهم والتعامل مع صدماتهم المالية، أطلق عليه اسم “الـ3 E’s”، ويتضمن:
- التعرّف (Exposure): منح المشاعر أسماء دقيقة يقلل من تأثيرها. الخوف عند فحص الرصيد البنكي قد يكون قلقًا ماليًا، وعدم الثقة بالبنوك قد ينبع من صدمة مالية.
- التعليم (Education): فهم النظم المالية يقلل من غموضها. تعلّم كيفية بناء الائتمان أو الحصول على رهن عقاري يمنح الثقة.
- التنفيذ (Execution): تطبيق المعرفة، سواء عبر وضع ميزانية، أو استشارة مستشار مالي، أو التحدث مع معالج نفسي لمعالجة الجروح العاطفية.
الصدمة المالية قد تكون وراثية
يؤكد رحيم أن الصدمة المالية لا تقتصر على التجربة الشخصية فقط، بل قد تكون موروثة. المعتقدات التي تحملها الأسرة مثل عقلية الندرة أو الإفراط في الإنفاق، تنتقل أحيانًا عبر الأجيال دون وعي.
هناك أيضًا “جدران غير مرئية” تصيبنا بالتجمد عند التفكير في المال، مثل تردد دائم في اتخاذ قرارات مالية: هل أستثمر؟ أم أوفر؟ أم أنفق؟ هذه الحيرة تؤدي إلى الشلل المالي.
الدعم الاجتماعي والممارسات الذهنية
ما ساعد رحيم أكثر هو الحديث مع الأصدقاء والعائلة. دعمهم أعاد إليه ثقته، وساعده في تجاوز الأفكار المقلقة مثل: “ماذا لو احترق السخان؟ ماذا لو لم أستطع تغطية الطوارئ؟”
كما لجأ إلى تمارين التنفس، واليقظة الذهنية، والحركة الواعية كأدوات يومية لمعالجة التوتر وتعزيز سلامه الداخلي.
علاقتنا بالمال أعمق من الأرقام
العلاقة مع المال ليست مجرد أرقام في حساب مصرفي، بل ترتبط بعقولنا وأجسادنا ونفوسنا. لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، لكن استخدام إطار “الـ3 E’s” يساعد على تحديد الصدمة، ومعرفة تأثيرها، ووضع خطوات واضحة نحو الشفاء. الالتزام بهذا العمل الداخلي هو بداية الطريق نحو التمكين المالي.