اندلعت حرب استحواذ ضخمة في أروقة هوليوود بعد أن أطلقت شركة "باراماونت سكايدانس" عرضًا بقيمة 108.4 مليار دولار للاستحواذ على "وارنر برذرز ديسكفري" (WBD)، ملقية بذلك تحديًا مباشرًا لعرض منافس مقدم من عملاق البث "نتفليكس".
لماذا تصارع "نتفليكس" للظفر بـ "وارنر برذرز"
منذ مطلع الألفية، شهدت الشركة الأم لاستوديوهات "وارنر برذرز" السينمائية ثلاث عمليات هيكلة كبرى، وتواجه الآن احتمالًا رابعًا قد يعيد رسم خريطة المنافسة العالمية في قطاع الإعلام.
يُعَدُّ هذا التنافس على "وارنر برذرز ديسكفري" لحظة مفصلية في الصناعة، خاصة وأن نجاح "باراماونت" في عملية الاستحواذ سيسمح للكيان الجديد بتخطي "ديزني"، المتصدر الحالي، في حصة السوق المحلية لإيرادات شباك التذاكر في الولايات المتحدة وكندا.
وتبلغ حصة ديزني حاليًا 26.2%, بينما تشكل حصة "وارنر برذرز" 23.7% وحصة "باراماونت" 6.4%.
تكمن أهمية الاستحواذ أيضًا في تعزيز ترسانة المحتوى لدى أي من الشركتين، حيث سيكتسب المشتري مكتبة ضخمة من العروض التلفزيونية الحائزة على إعجاب النقاد من منصة "إتش بي أو ماكس" (HBO Max)، والتي تشمل أعمالاً رائدة مثل "صراع العروش" (Game of Thrones) و"الخلافة" (Succession) بالإضافة إلى كلاسيكيات ذات مكانة مرموقة مثل "ذا واير" (The Wire) و"آل سوبرانو (The Sopranos).
وبالرغم من أن "ديزني بلس" ما زالت لاعبًا كبيرًا بحصة 15% من إجمالي المستخدمين النشطين شهريًا للتطبيقات عالميًا، إلا أنها تتخلف قليلاً في مؤشرات تفاعل المستخدم الفردي مقارنة بكل من نتفليكس و"إتش بي أو ماكس".
شهدت أسهم "وارنر برذرز ديسكفري" ارتفاعًا ملحوظًا، حيث أغلقت على ارتفاع يزيد عن 4%، يوم الاثنين، مما يعكس الأهمية القصوى لصفقة البيع المحتملة في إعادة تشكيل صناعة الإعلام.
وتشير تقارير أن القيمة السوقية للشركة، التي تتجاوز 60 مليار دولار، تضاعفت منذ ظهور اهتمام "باراماونت" بالاستحواذ في وقت سابق.
وفي هذا السياق، أكد محلل "إي ماركتر"، روس بينيس، أن "باراماونت ونتفليكس هما من بين أكبر المنفقين على المحتوى في العالم وسيكون هناك تركيز كبير في الإنفاق على المحتوى إذا قامت أي منهما بشراء الشركة".
وتثير هذه المنافسة احتمال ظهور مخاوف تتعلق بالاحتكار، لا سيما مع التداخل المباشر لـ"باراماونت" في مجال العروض المسرحية.
ويُشَكِّلُ التعامل مع عبء الديون الضخم تحديًا كبيرًا لأي مشترٍ، إذ تبلغ ديون "وارنر برذرز ديسكفري" حوالي 35 مليار دولار.
وكان الاندماج السابق بين "وارنر ميديا" و"ديسكفري" في عام 2022 قد خلف هذا العبء المالي الذي قيد المبادرات الاستراتيجية طويلة الأجل للشركة.
وتجدر أن نتفليكس، على الرغم من كونها منافسة رئيسية، لا تزال تواجه تحديات من منصات أخرى مثل "يوتيوب" المملوكة لـ "ألفابت"، التي تسيطر على أكبر حصة من إجمالي وقت مشاهدة التلفزيون عالميًا، مستفيدة من مزيج المحتوى الذي ينشئه المستخدمون وخدمات الإعلانات المباشرة.














