يواجه مات هانكوك، وزير سابق للصحة في بريطانيا، اتهامات بنشر الفزع وإخافة مواطني البلاد، خلال فترة وباء كورونا، التي كان يشغل المنصب خلالها، بناءً على رسائل “واتساب” مُسربة أظهرت كيف تعامل القطاع بأكمله مع جائحة كوفيد-19.
ونشرت “ديلي تيليغراف” البريطانية، أكثر من 100 ألف رسالة جرى تبادلها عبر منصة “واتساب”، وبعضها لهانكوك الذي تولى وزارة الصحة في بريطانيا بين يوليو 2018 ويونيو 2021.
الإصرار على السياسات الخاطئة
في فترة خلال الوباء، تم إخبار أكثر من 600 ألف شخص أسبوعيًا مشتبه بإصابتهم بمرض كوفيد بالخضوع للحجر الصحي لمدة 10 أيام، ونتج عن هذه السياسة أن أكثر من 20 مليون شخص طُلب منهم عزل أنفسهم، بغض النظر عما إذا كانت لديهم أعراض أم لا.
تُظهر الرسائل المُسربة أن اقتراحًا لاستبدال ذلك بإجراء فحص الكشف عن الوباء لخمسة أيام متواصلة قد تمت مناقشته في وقت مبكر من نوفمبر 2020، ولكن لم يتم وضعه في حيّز التنفيذ.
قال كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا لهانكوك إنه يمكنهم تغيير السياسة لصالح “الاختبار لمدة 5 أيام بدلاً من العزلة”، حين كانت فترة العزلة الذاتية 14 يومًا.
ولكن بدلاً من أخذ نصيحة البروفيسور السير كريس ويتي، رفض هانكوك الفكرة خوفًا من أنها قد توحي بأنه كان على خطأ.
بعد شهر من تقديم السير كريس نصيحته، تم تقليل العزلة إلى 10 أيام، وهي المدة التي استمرت في إحداث الفوضى في الأعمال والخدمات.
تقبّل وصف رئيس الوزراء بأنه ليس موثوقًا
بعث سيمون كيس، وهو الرئيس الحالي لهيئة الخدمة المدنية في بريطانيا، رسالة إلى وزير الصحة، وقتئذ، يقول فيها إن التوعية الصحية تحتاج لأن يتحدث شخص يتمتع بالثقة إلى الناس، بعيدًا عن الشخصيات الوطنية التي لا تحظى بالثقة مثل رئيس الوزراء الذي كان يتولى المنصب في تلك الفترة، وهو بوريس جونسون.
جرت تلك المحادثة بين هانكوك وسيمون كيس، في 30 أكتوبر 2020، وانصبّ الحديث عن زيادة قدرات إجراء الفحوص في البلاد من أجل تطويق انتشار مرض كوفيد-19 في تلك الفترة.
نشر الذعر بين المواطنين
قال هانكوك لمعاونيه إنه أراد أن يبث الرعب في نفوس الجميع حتى يضمن الامتثال لقيود الوقاية من كورونا؛ مثل التباعد ونحو ذلك.
وبعد ذلك، تطرق الوزير وآخرون إلى كيفية الاستفادة من الإعلان عن متحورات الفيروس مثل “ألفا” و”كنت” لأجل إخافة الناس إلى أقصى حد.
في 13 ديسمبر 2020، قال ديمون بول، وهو أحد المستشارين الإعلاميين لهانكوك، إن النواب المحافظين أبدوا غضبًا حيال تشديد قيود كورونا، مقترحًا تسخير السلالة الجديدة من العدوى لأجل إخافة الناس.
وأجاب وزير الصحة وقتئذ أنه يؤمن بالفعل أن إخافة الناس هي التي تستطيع إحداث فرق على مستوى تصرف الناس والتزامهم بالإجراءات الوقائية.
ارتكب فعًلا فاضحًا مع مساعدته أكثر من مرة
وحين جرى إخبار وزير الصحة البريطاني، وقتئذ، بأن صورًا فاضحة قد انتشرت له إلى جانب مساعدته في المكتب، بدا أنه قد فوجئ متسائلا بشأن كيفية التقاطه بالعدسة وهو داخل المكتب.
ولم يستطع وزير الصحة السابق إنكار ما وقع، مؤكدًا أن الأمر لم يحصل مرة واحدة فقط.
الأكل في الخارج لأجل دعم المطاعم
أظهرت الرسائل خلافًا بين هانكوك من جهة، وريشي سوناك من جهة أخرى، وقد كان مستشارًا في تلك الفترة، في ذورة فترة كورونا.
ولم يكن هانكوك، حينها، راضيًا عن خطة من سوناك لأجل دعم المطاعم التي اضطرت إلى إغلاق أبوابها خلال فترة كورونا.
وبدا أن هانكوك كان خائفا من أن تؤدي خطة دعم المطاعم إلى زيادة انتشار العدوى، لا سيما أن البلاد كانت من بين الأكثر تأثرا بالمرض.
طرد علماء
كشفت الرسائل أن هانكوك طلب الاستغناء عن جيرمي فاراي، الذي كان يشغل عضوية لجنة الحكماء العلمية التابعة للحكومة، وكانت مهمته ممثلة في تقديم المشورة.
ولم يخف هانكوك انزعاجه من العالم البريطاني، واصفا إياه بالثرثار الذي يتحدث كثيرا، قائلا إنه لا يحظى بمكانة كبرى وسط العلماء المرموقين.
ويرتقب أن يتولى فاراي، الذي تحدث عنه هانكوك، بشكل سيء، مهمة كبير العلماء بمنظمة الصحة العالمية خلال العام الجاري.
ما هو نوع السرطان الذي تعافى منه الرئيس الأمريكي بايدن؟
“سمموا الطالبات”.. دعوات للتظاهر في إيران دفاعًا عن الفتيات
معاهدة المحيطات ترى النور بعد 15 عامًا من المفاوضات.. ما تود معرفته عن الاتفاق التاريخي