اتفق خبراء علم النفس، حول أن هناك فروق جوهرية بين حالة الكسل أو التسويف، أو تأجيل تنفيذ الأعمال، وأن الأمر يزداد سوءًا حينما لا يستطيع الفرد تحديد الأسباب الحقيقية وراء حالة الكسل أو التسويف.
الكسل لا علاقة له بالتسويف
قالت جيني ييب، مختصة نفسية، إنه على الرغم من التصور الشائع، فإن الكسل عادة ليس هو السبب وراء التسويف، فالكسل هو ألا يكون لدينا أي رغبة على الإطلاق في التفكير، أما التسويف فهو أن مجرد التفكير في الأمر يزعجنا، لذا يصعب إنجاز المهمة، وبالتالي هناك فرق كبير بينهما.
أوضحت “ييب” إن المماطل عادة ما يكون يستهدف الكمال بنسبة 100%، لأن من يسعى إلى الكمال يحتاج إلى القيام بالأشياء على أكمل وجه، بما يتطلب قدرًا كبيرًا من الجهد، وإذا لم يكن هناك خطة لكيفية إنجاز هذه المهمة، فسيضيع جهد الشخص الذي يسعى للكمال.
الحالم الساعي للكمال يصعب الأمر على نفسه
أشارت يبب، إلى أن مثل من يسعى إلى الكمال، قد يرغب الحالم دائمًا في شيء أفضل، لذا درب نفسك على التمييز بين الأحلام والأهداف، وتناول الأهداف بـ6 أسئلة: ماذا ومتى وأين ومن ولماذا وكيف، واكتب خططك في جدول زمني، مع تحديد كل خطوة.
في نهاية المطاف إن الطريقة التي تتعامل بها مع الحياة هي “كل شيء يتعلق بنظام معتقداتك”، “إذا كنت تعتقد أنك تستطيع، يمكنك ذلك، إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع، لا يمكنك ذلك، لذا مهما كان ما تؤمن به فأنت على حق”.
السر في معرفة سبب المماطلة
وفقًا للخبراء، فإن معرفة سبب المماطلة وتعلم كيفية مكافحتها، هما السبيلان الوحيدان لتغيير السلوك، وقد سعت عالمة النفس، ليندا سابادين، إلى مساعدة جهود تحسين الذات من خلال كتابها ” كيفية التغلب على التسويف في العصر الرقمي”، موضحة أن هناك أسباب نفسية وراء التسويف لتتفق في ذلك مع جيني ييب.
وأكدت سابادين، أنه قد يكون للمماطلة عواقب عملية، مثل التخلف عن العمل أو الفشل في تحقيق أهداف شخصية أو إنجاز المهمات مثل التسوق في البقالة أو إرسال بريد إلكتروني من قائمة المهام الخاصة بك، وكذلك عواقب عاطفية أو عقلية.
وقد ارتبطت المماطلة بالاكتئاب والقلق والتوتر وقلة النوم وعدم كفاية النشاط البدني والوحدة والصعوبات الاقتصادية، وفقًا لدراسة أجريت في يناير على أكثر من 3500 طالب جامعي.
وقالت فارا ساريبالي، وهي طبيبة بشيكاغو، إن التسويف والمماطلة لهما تأثيرات سلبية على الحالة النفسي مثل شعور الإنسان بالخزي، وأنه لا جدوى من المحاولة، موضحة أن المماطل “الحالم” لا يحب التفاصيل اللوجستية الدقيقة المطلوبة غالبًا لإنجاز المشاريع.
معالجة التسويف أمر صعب
أضاف إيتامار شاتز، الباحث في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة،إن الساعين للكمال قد يؤجلون بدء المهام بسبب الخوف من الفشل أو الانتقاد.
قال شاتز إن معالجة التسويف قد يكون صعبًا تمامًا مثل العمل على مشكلات الصحة العقلية الأخرى، خاصة إذا كان ناتجًا عن مشكلات عميقة الجذور.
هل يؤثر الصيام على الحالة النفسية للصائم؟.. إليك الإجابة وفق الدراسات العلمية