يعتقد الكثيرون أن هناك وقتًا محددًا لتناول الوجبات خلال اليوم وهو الوقت الأفضل أو”الأكثر صحة”، لكن بالنسبة لمعظمنا، يتم تحديد الوقت من اليوم الذي نتناول فيه وجباتنا من خلال عوامل لا تعد ولا تحصى ، مثل جداول عملنا، ومستويات الجوع لدينا، والأدوية التي نتناولها، وحتى الأوقات التي تكون فيها عائلتنا وأصدقائنا وزملائنا في العمل أحرار لتقاسم الوجبة.
لماذا أوقات الوجبات مهمة؟
من المهم أن نتذكر أن هضم أجسامنا يختلف حسب إختلاف أوقات اليوم المختلفة، حيث ترتبط العديد من هذه التقلبات اليومية بإيقاع الساعة البيولوجية، وهي الدورة التي تخفف من أنماط النوم والاستيقاظ على مدار 24 ساعة بمعنى آخر، إنها ساعة الجسم الداخلية، وتتفاعل بشكل أساسي مع تغيرات الضوء.
عادة ما نفكر في إيقاعات الساعة البيولوجية على أنها تؤثر على مدى شعورنا بالتعب أو اليقظة، ولكنها تؤثر أيضًا على العمليات الجسدية والعقلية والسلوكية الأخرى في الجسم، بما في ذلك الأكل والهضم.
[two-column]
تعتبر وجبة الإفطار، بالمعنى الحرفي للكلمة، أول وجبة في اليوم ولا يزال العلماء يناقشون مدى أهمية توقيت تلك الوجبة لكنهم يميلون لتناولها مبكرا.
[/two-column]
الإرشادات التي يجب وضعها في الاعتبار عند جدولة وجبات الطعام
وجبة الإفطار
تعتبر وجبة الإفطار، بالمعنى الحرفي للكلمة، أول وجبة في اليوم ولا يزال العلماء يناقشون مدى أهمية توقيت تلك الوجبة لكنهم يميلون لتناولها مبكرا.
ويشعر بعض الناس برغبة تناول وجبة الإفطار خلال الساعات القليلة الأولى من الاستيقاظ ، بينما يفضل البعض الآخر الانتظار حتى وقت لاحق من اليوم عندما تكون شهيتهم أعلى لتناول وجبتهم الأولى.
ووجدت بعض الدراسات أن تخطي وجبة الإفطار قد يؤثر على جودة النظام الغذائي وبشكل أكثر تحديدًا، قد يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية أثناء الغداء وبالتالي تكون قدرة الجسم على حرقها أقل بينما تناول تلك السعرات الحرارية في وجبة الإفطار قد يفيد في إنقاص الوزن.
وجبة الغداء
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن وجبة غداء مبكرة قد تساهم في تكوين ميكروبيوم أكثر صحة، وهو مجموعة البكتيريا في الأمعاء والجسم البشري التي لها تأثيرات كبيرة على الصحة العامة.
بشكل عام، فإن الحفاظ على الجزء الأكبر من السعرات الحرارية التي تتناولها في ساعات مبكرة من اليوم عن طريق تناول وجبة فطور وغداء مبكرة، قد يفيد فقدان الوزن وصحة التمثيل الغذائي.
وجبة العشاء
عندما يحين وقت العشاء ، فإن تناول الطعام في وقت مبكر من المساء وتجنب الوجبات عالية السعرات الحرارية قبل النوم مباشرة، أو طوال الليل قد يدعم نتائج صحية أفضل.
إحدى الدراسات التي أُجريت على 8000 بالغ ، ربطت تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، بارتفاع مستويات الدهون في الدم وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
وربط آخرون تناول العشاء المتأخر بالتغيرات في دهون الجسم، وزيادة الوزن، وقدرة الجسم على هضم السكر وهو ما يتعلق بهرمون الميلاتونين الذي يفرزه الجسم ليلاً، وهو أحد المنظمين الهرمونيين الأساسيين لإيقاع الساعة البيولوجية ودورات النوم والاستيقاظ
وعندما يفرز الجسم الميلاتونين، فإنه يفرز كمية أقل من الأنسولين، مما يعيق قدرته على هضم السكريات مثل الجلوكوز وبالتالي، فإن تحديد مواعيد الوجبات في وقت قريب جدًا من موعد إفراز الجسم للميلاتونين، خاصة في وقت متأخر من المساء، يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة.