كشف باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية، في دراسة جديدة نشرتها مجلة “ساينس أدفانس”، عن ارتباط غير متوقع بين حرائق الغابات، وارتفاع أعداد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد، بسبب تلوث الجسيمات الدقيقة المُصاحب لدخان الحرائق، ليتضح أن خسائر حرائق الغابات ليست مادية فقط.
الأرقام تؤكد هذه العلاقة الغريبة في بعض الولايات الأمريكية التي تعرضت لحرائق الغابات الكثيفة، وتشمل ولاية كاليفورنيا وواشنطن، إذ ارتفعت حالات الإصابات والوفيات فيها، بينما عانت 3 ولايات غربية من 20 ألف إصابة في الفترة بين 15 مارس و16 ديسمبر 2020، أما مقاطعة بوت الأمريكية التي عانت من مستويات عالية من الحرائق في يوليو الماضي، فقد أشارت الأبحاث لوفاة 41% من حالاتها بسبب الدخان.
لماذا الدخان تحديدًا؟
تتسبب الجسيمات الدقيقة الخطيرة في الدخان والمعروفة باسم “PM 2.5” في إضعاف خلايا الدم البيضاء في الرئتين، وهذا ما يؤثر سلبًا على الاستجابة المناعية للأشخاص ومن ثم ترتفع احتمالية الإصابة والوفاة، بل تتسبب الجسيمات الدخانية في ارتفاع معدلات الأنفلونزا ودخول المستشفى، وما زال الباحثون يدرسون إمكانية حمل جسيمات “PM 2.5” لفيروس كورونا من الأصل.
[two-column]
ما زالت الخسائر مستمرة وحصرها غير ممكن، لكن مستويات الجليد في الشتاء وحرائق الغابات وعواصف البرد، تكبّد العالم خسائر مالية بقيمة 42 مليار دولار.
[/two-column]
ليس التلوث بالدخان وحده هو المتهم في زيادة الحالات والوفيات، بل وجد الباحثون أن تجمع الأشخاص معًا لتجنب الحرائق يؤدي إلى انتقال مزيد من العدوى بين المصابين والمُعافين، وكل هذه الوقائع تؤكدها دراسات سابقة منذ بداية الجائحة، ربطت بين حدة الإصابات والدول صاحبة مستويات التلوث العالية.
خسائر أخرى فادحة
على مستوى الخسائر الأرضية، كشفت الدراسة أن موسم حرائق الغابات في عام 2020 وحده تسبب في دمار أكثر من 10 ملايين فدان في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفي كاليفورنيا وحدها قُدرت الخسائر بـ 4 ملايين فدان، أما وكالة حماية البيئة فوجدت أن عام 2021 حتى الآن سجّل عددًا من أيام جودة الهواء غير الصحية أكثر بضعفين من العامين الماضيين.
ما زالت الخسائر مستمرة وحصرها غير ممكن، لكن مستويات الجليد في الشتاء وحرائق الغابات وعواصف البرد، تكبّد العالم خسائر مالية بقيمة 42 مليار دولار وفق تقدير شركة سويس ري.