عالم اقتصاد

التواصل الاجتماعي سلاح روسيا لنهب بذور عباد الشمس الأوكرانية

حصلت “بي بي سي”، على أدلة مهمة تثبت أن القوات الروسية في المناطق المحتلة من أوكرانيا لا تكتفي بمصادرة الحبوب الأوكرانية بشكل ممنهج فحسب، بل أيضًا يصادرون بذور عباد الشمس من المزارعين المحليين.

من جانبها نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، تقريرًا لمجموعة من اللقاءات التي أجرتها مع المزارعين الذين فقدوا محاصيلهم، كما تتبعت الرسائل في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة والعامة التي توضح كيفية نقل البذور من الأجزاء الجنوبية والشرقية المحتلة من أوكرانيا إلى روسيا.

مجموعات محادثة للبحث عن شاحنات

في محادثة مغلقة على WhatsApp مع حوالي 500 مشارك، قدم المستخدمون طلبات لنقل المحاصيل من الأجزاء المحتلة من أوكرانيا إلى روسيا، حيث تمت مشاركة لقطات من الدردشة مع “بي بي سي” من قبل أحد أعضاء المجموعة.

وكتب أحد الأعضاء في مجموعة المحادثة في 18 يوليو: “البذور من تشيرنيهيفكا ، منطقة زابوريزهجيا أوكرانيا إلى روستوف أون دون روسيا بكميات كبيرة”.

فحصت بي بي سي عشرات أرقام الهواتف من الدردشة في قواعد البيانات على الإنترنت ووجدت أنها تنتمي بشكل أساسي إلى سائقي الشاحنات أو أصحاب الأعمال الصغيرة المتعلقة بنقل البضائع.

يبحث الروس أو أولئك الذين يتعاونون معهم أيضًا عن ناقلات الحبوب في محادثات Telegram المفتوحة، حيث تحدث معهم محققو “بي بي سي”، متخفين وأوهموهم أنهم يمتلكون عدة شاحنات.

سرقة أم صفقة؟

ومن جانبها أخبرت “يلينا”، وهي روسية كانت تبحث عن شاحنات لنقل المحاصيل من جنوب شرق أوكرانيا، لـ”بي بي سي”، أن “البذور لم تُسرق”.

وقالت: “إنهم يخضعون لسيطرة الإدارة العسكرية المدنية التي فرضتها روسيا، هذه المعاملات شفافة، لقد تم شراء البذور بشكل قانوني”.

وفي المقابل قال المزارعون الأوكرانيون الذين التقتهم “بي بي سي”: “لقد نهبوا كل شيء وأخذوه.”

وقالت “بي بي سي”، إن العناصر التابعين لها اتصلوا بمزارع من منطقة محتلة في جنوب أوكرانيا، والذي غادر الأراضي المحتلة، منذ اندلاع الحرب لكن موظفيه لا يزالون هناك، وطلب عدم الكشف عن هويته إن الجنود الروس جاءوا إلى مستودعاته وصادروا محاصيله في نهاية مايو.

وأوضح: “كان لدينا 1200 طن من بذور عباد الشمس و 860 طنًا من القمح في مستودعاتنا، لقد نهبوا كل شيء، في بداية الأمر، حاولوا أن يكونوا مهذبين مع حراسنا وقالوا: لسنا نحن، إنه الأمر الذي أصدره قائدنا”، مشيرًا إلى أنه لم يكن من الواضح مكان وجود قائدهم، وأنهم تظاهروا بالطيبة، ثم حملوا كل المحصول وأخذوه، دون دفع المقابل قبل أن يقوموا بضرب الحارس.

الموسم الجديد في مهب الريح

ويقول المزارع إن محاصيله كانت تساوي 700 ألف جنيه إسترليني (856 ألف دولار)، مشيرًا إلى أنه خسر أيضًا معدات بقيمة 1.5 مليون جنيه إسترليني.

وتُشير ” بي بي سي”، إلى أنها تحدثت أيضًا مع مزارعين آخرين في منطقة زابوريزهزيا المحتلة، حيث اضطروا لبيع بذور عباد الشمس بسعر مخفض، فالروس يعرضون 150 دولارًا للطن، بينما كان سعره قبل الحرب من 600 إلى 700 دولار.

الوضع هو نفسه في منطقة خيرسون المحتلة في جنوب أوكرانيا، كما يقول أولكسندر هوردينكو ، رئيس جمعية المزارعين المحليين لـ”بي بي سي”: “يبيع المزارعون البذور لأنهم يحتاجون إلى المال لشراء الديزل والوقود والأسمدة، ولكن في حال استمرار الروس بشراء المحصول بهذا السعر، فلا جدوى من بدء موسم البذر التالي على الإطلاق “.

وتقول “بي بي سي” إن جميع الرسائل والإعلانات التي شاهدتها على وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد أن الشاحنات التي تنقل البذور الأوكرانية، تكون وجهتها بعض المصانع الروسية.

 وفي إعلان آخر كانت الوجهة هي قرية فيرخنيايا خافا في منطقة فورونيج، جنوب غربي روسيا، حيث يوجد مص نع لاستخراج الزيت تابع لشركة “بلاغو” الروسية.

ويوجد موقع آخر مذكور في إعلانات استئجار شاحنات لنقل الحبوب، إنها قرية غيغانت، في منطقة روستوف غربي روسيا، حيث يوجد مصنع زيت تابع لشركة “ريسورس” الروسية.

وأشار إعلان ثالث إلى شارع لوغوفايا، في روستوف أون دون، إنه عنوان شركة “ساوث أوف روسيا” إحدى الشركات الزراعية الصناعية الرئيسية في البلاد.

واتصلت بي بي سي بالشركات للتعليق، لكنها لم ترد.

صدمة زيادة أسعار الأغذية عالميًا | هذا ما جاء في تقرير الفاو الشهري

“الكيتو” حمية بشعار “العقاب من جنس العمل”

لماذا يُزرع عباد الشمس بعد الكوارث النووية؟