السعودية

علي الطنطاوي.. الشيخ  السوري الذي أحبه السعوديون

تحل اليوم 18 يونيو، ذكرى وفاة الشيخ علي الطنطاوي، الرجل الذي ترك علامة بارزة في ذاكرة السعوديين ببرنامجه التلفزيوني “على مائدة الإفطار”، وذلك على مدار 30 عاماً، وهو البرنامج الذي كان يُذاع خلال أيام شهر رمضان المبارك.

بهذه المناسبة نستعرض في السطور التالية، أبرز المحطات في حياة الشيخ الراحل:

من هو؟

الشيخ علي الطنطاوي ولد في 23 جمادى الأولى 1327 هـ، في العاصمة السورية دمشق، ونشأ في أسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان والده، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء القلائل في الشام، ويشغل منصب أمين الفتوى في دمشق.

أما والدة الشيخ الراحل فكانت من عائلة “الخطيب”، التي تعد من أشهر الأسر العلمية في الشام، ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب، الذي استوطن مصر، وأنشأ فيها صحيفتَي “الفتح” و”الزهراء” وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.

وصوله إلى المملكة

دخل الشيخ علي الطنطاوي إلى المملكة عام 1963، حيث جاء للعمل كمدرس في الكليات والمعاهد بالرياض، وهو الاسم الذي كان يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، والذي تحول بعد ذلك إلى جامعة الإمام محمد بن سعود.

وقبل أن ينتهي عامه الأول في السعودية، قرر العودة إلى موطنه الأصلي لأسباب مرضية كانت تستلزم إجراء عملية جراحية لإزالة الحصى من الكلى، وبالفعل ترك المملكة دون نية في العودة إليها مرة أخرى، ولكنه تلقى بعد ذلك عرضًا جديدًا للتدريس في مكة، وعاد إلى السعودية بعد عام تقريبًا.

نقطة الانطلاق

وبمجرد وصوله إلى مكة انخرط في العمل بوظيفته الجديدة، في كلية التربية، وذلك قبل أن يتم تكليفه بتنفيذ برنامج للتوعية الإسلامية، مما اضطره لترك الكلية، ليطوف بعدها الجامعات والمعاهد والمدارس في أنحاء المملكة، لإلقاء الدروس والمحاضرات.

تفرَّغَ الشيخ علي الطنطاوي للفتوى والإجابة عن أسئلة الناس في الحرم، داخل المجلس المخصص له هناك، ولم يكتف بذلك، فكان يتواصل مع الراغبين في السؤال والحصول على الفتاوى في منزله بمكة.

بعد تلك الفترة بدأ الشيخ الراحل برنامجيه: “مسائل ومشكلات” في الإذاعة و”نور وهداية” في الرائي (والرائي هو الاسم الذي اقترحه “على الطنطاوي” للتلفزيون) الذين قُدر لهما أن يكونا أطول البرامج عمراً في تاريخ إذاعة وتلفزيون المملكة، بالإضافة إلى برنامجه الأشهر “على مائدة الإفطار”.

رحلة الشيخ علي الطنطاوي كانت مليئة بالعطاء، من خلال برامجه في الإذاعة والتلفزيون، إذ تعلق الناس بأفكاره بمختلف ميولهم، وأعمارهم، وأجناسهم، وجنسياتهم.

ويعتبر الشيخ الطنطاوي من أقدم مذيعي الوطن العربي، حيث بدأ عمله في إذاعة الشرق الأدنى، من يافا في مطلع الثلاثينيات، كما عمل في إذاعة بغداد عام 1973، وفي إذاعة دمشق من لأكثر من عقدين، واختتم مسيرته الإعلامية في المملكة برحلة استمرت لربع قرن من الزمان.

وفاته

ترك الشيخ “الطنطاوي” الإذاعة والتلفزيون، عندما بلغ الثمانين من عمره، وعكف على نشر ذكرياته بشكل حلقات في الصحف، بواقع حلقةً كل يوم خميس، حتى وصل عددها إلى 250 حلقة، قبل أن يغلق على نفسه معتزلًا الناس إلا قليلًا من المقربين، الذين كانوا يزورنه في بيته.

توفي الشيخ علي الطنطاوي في 18 يونيو عام 1999، في مستشفى الملك فهد بجدة، عن عمر يناهز الـ 90 عامًا، ودفن في مكة المكرمة.

في ذكرى وفاته.. محطات من حياة الأمير نايف بن عبد العزيز

في ذكرى ميلاده.. دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المثير للجدل

شاب مغربي يواجه حكمًا بالإعدام بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.. ما قصة إبراهيم سعدون؟