بعد إطلاق القمر الصناعي Sputnik 1 عام 1957، تأكد البشر بشكل لا جدال فيه أن الأرض كروية الشكل، ومع ذلك تظهر مجموعات صغيرة ولكن صاخبة من الأشخاص الذين يصرون على أن شكلها مسطح بين الحين والآخر، واختلقوا تفسيرات لتبرير ذلك، رغم كونه ضرب من ضروب الخيال، لكن إذا افتراضنا صحة هذه التفسيرات، فكيف ستتغير الأرض إذا كانت عبارة عن قرص مسطح؟
لا وجود للجاذبية
بمجرد التخلص من الجاذبية، يتوقف كل شيء في كوكبنا بسرعة، وإذا كانت الأرض على شكل قرص مسطح كانت ستنسحب الأجسام بشكل متساوٍ بغض النظر عن مكان وجودها.
وربما لن يكون للأرض المسطحة جاذبية على الإطلاق، لأن الأرض الصلبة الشبيهة بالقرص لن تكون ممكنة في ظل ظروف الجاذبية الفعلية، وفقًا لحسابات عالم الرياضيات والفيزياء جيمس كليرك ماكسويل، في خمسينيات القرن التاسع عشر.
وربما سيتسبب تسطح الأرض في سحب جاذبية كل شيء إلى مركز القرص (القطب الشمالي)، وحينها كلما كان الفرد بعيدًا عن القطب الشمالي، زادت الجاذبية الأفقية باتجاه النقطة المركزية للقرص، مما سيؤدي إلى فوضى في جميع أنحاء العالم.
سيختفي الغلاف الجوي
نتيجة لانعدام الجاذبية؛ لن تكون الأرض المسطحة قادرة على التمسك بطبقة الغازات المسماة بالغلاف الجوي، ومن دون هذا الغلاف الواقي، ستتحول سماء الأرض إلى اللون الأسود، لأن الضوء المنبعث من الشمس لن ينتشر بعد الآن عندما يدخل الغلاف الجوي للأرض، ويرسم السماء باللون الأزرق المألوف الذي نراه، كما أن فقدان الضغط الجوي سيعرض النباتات والحيوانات إلى فراغ الفضاء، مما سيسبب اختناقها في ثوانٍ.
[two-column]
لن تصبح الأرض محمية من الرياح الشمسية إذا صارت مسطحة، مما قد يعرضها إلى إشعاع شمسي ضار يحرقها، ويتركها قاحلة مثل كوكب المريخ
[/two-column]
لا تعاقب لليل والنهار مجددًا
لن تنقسم الأرض المسطحة إلى نصفي الكرة الأرضية كما هو الحال في الجرم السماوي الحالي، لذلك لن يتعاقب الليل والنهار، وبالتالي ستتشارك جميع الكائنات الحية نفس السماء، بصرف النظر عن نقطة تواجدها على الكوكب، وسيسهل ذلك مراقبة النجوم، كما لن يحتاج الأفراد إلى السفر إلى نصف كرة مختلف لمتابعة حدث فلكي ما يحدث فيها.
مدة مضاعفة لرحلات سفر
مع تسطح الأرض؛ قد تستمر بعض رحلات السفر إلى الأبد، لأن مدة الانتقال من مكان لآخر ستتضاعف بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، عند السفر من أستراليا إلى محطة McMurdo في أنتاركتيكا، سيكون الفرد في حاجة إلى الطيران عبر القطب الشمالي بأكمله.
رياح شمسية بدلًا من الأعاصير
لن تصبح الأرض محمية من الرياح الشمسية إذا صارت مسطحة، مما قد يعرضها إلى إشعاع شمسي ضار يحرقها هي وكل ما عليها، ليتركها قاحلة مثل كوكب المريخ المجاور.
وعلى الجانب الآخر، ستنتهي الأعاصير والعواصف إلى الأبد، لأن الأعاصير تنبع من تأثير “كوريوليس” الأرض، الذي يجعل دوران العواصف في نصف الكرة الشمالي في اتجاه عقارب الساعة، على عكس تلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي والتي تدور عكس اتجاه عقارب الساعة.