مرت الدولة العثمانية في فترة حكم السلطان محمود الثاني، بأحداث سياسية عدة، بداية من التخلص من الإنكشارية (قوات مشاة وفرسان من النخبة بالجيش العثماني) في عام 1826، واستقلال الصرب عن الدولة العثمانية، ثم تفشي الطاعون.
في يوليو 1812، ظهر الطاعون للمرة الأولى في العاصمة القسطنطينية، وسرعان ما انتشر في المدن، وحصد مئات الآلاف من الضحايا.
استمر الطاعون في حصد الأرواح، حتى بلغ ذروته في شهر سبتمبر من العام نفسه، حينما قُدرت الوفيات اليومية في القسطنطينية بنحو 2000 وفاة.
وصُنف مرض الطاعون العثماني كأحد سلالات الطاعون، وأُطلق عليه اسم “يرسينيا”، وقد انتشر قبل ذلك في أوروبا بين عامي 1347 و 1353، وقتل 10 ملايين شخص.
وفي الإمبراطورية العثمانية، تراجعت إصابات الطاعون في شهر ديسمبر، لكن الوضع تأزم مرة أخرى في يناير، وانتشر المرض في كل المدن والولايات العثمانية، ومنها انتقل إلى الإسكندرية وبوخارست والبوسنة ودالماتيا الكرواتية.
وفي أوروبا، وصل الوباء إلى أوديسا الأوكرانية، في نوفمبر 1812، حينها أعلن الدوق ريشيليو الإغلاق الكامل عليها، والحجر الصحي على 32 ألف مواطن، ومنع المواطنين من التجول في الشوارع أو الاختلاط العام، حتى 7 يناير 1813، أي بعد 66 يومًا.
بالتزامن مع ذلك، أُغلقت المرافق العمومية والكنائس، خوفًا من سقوط مزيد من الضحايا.
وفي مارس 1813، خرج الطاعون عن حدود الإمبراطورية العثمانية، ووصل إلى دول الحماية البريطانية، فسجّلت جزيرة مالطا حوالي 4500 وفاة.
واستمر الطاعون العثماني حتى عام 1819، ومع نهايته، أعلن الباب العالي عن وفاة 320 ألف شخص، منهم 220 ألف تركي، و40 ألف أرمني.
اقرأ أيضَا