علوم

الديناصورات.. معلومات عن الكائنات التي جابت الأرض منذ 66 مليون سنة

تعد الديناصورات واحدة من أكثر الكائنات إثارةً في تاريخ الأرض، إذ جابت اليابسة والمحيطات قبل ملايين السنين.

ظهرت هذه الزواحف العملاقة لأول مرة قبل حوالي 230 مليون سنة خلال العصر الترياسي، ثم ازدهرت على مدى العصور الجيولوجية، حتى اختفت فجأة قبل 66 مليون سنة بنهاية العصر الطباشيري، إثر اصطدام كويكب ضخم بالأرض، مما أدى إلى انقراضها.

نشأة الديناصورات وانتشارها

خلال العصر الترياسي، كانت قارات العالم الحالية متصلة في كتلة واحدة تُعرف باسم بانجيا، ومع مرور ملايين السنين، انقسمت هذه القارة العملاقة، ما ساعد في انتشار الديناصورات عبر العالم.

وُجدت حفريات الديناصورات في جميع القارات، حتى في المناطق الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.

تعد التيرانوصور ريكس، والترايسيراتوبس، والستيغوصورس، والفيلوسيرابتور من أشهر أنواع الديناصورات، والتي ظهرت في العديد من الأفلام مثل “جوراسيك بارك”، إلا أن هذه الأنواع لم تعش في نفس الحقبة الزمنية، بل تفصل بينها ملايين السنين.

حقائق سريعة عن الديناصورات

أضخم الديناصورات المعروفة هو “أرجنتينوصور”، وهو نوع من التايتانوصوريات عاش في العصر الطباشيري، ويُعتقد أن وزنه قد وصل إلى 82,000 كغم.

الديناصورات لم تنقرض كليًا؛ فالطيور الحديثة تطورت من الديناصورات اللاحمة الصغيرة مثل الفيلوسيرابتور والتيرانوصور.

التيروصورات ليست ديناصورات! رغم أنها زواحف طائرة عاشت في عصر الديناصورات، إلا أنها تنتمي لمجموعة مختلفة من الكائنات.

اصطدام كويكب ضخم بالأرض أدى إلى انقراض الديناصورات، حيث خلّف الحادث فوهة قطرها 180 كيلومترًا قبالة سواحل المكسيك.

مصطلح “ديناصور” يعني “السحلية المرعبة”، وقد صاغه العالم البريطاني ريتشارد أوين عام 1842.

الديناصورات والريش: هل كانت مغطاة بالريش؟

لفترة طويلة، كان يُعتقد أن الديناصورات كانت مغطاة بالحراشف مثل الزواحف الحديثة، ولكن الاكتشافات الحديثة أظهرت أن بعض أنواعها، مثل الأركيوبتركس وسينوصوروبتريكس، كانت تمتلك ريشًا يشبه ريش الطيور اليوم.

وقد وُجدت أدلة على وجود ريش ملون، حيث كشفت بعض الحفريات أن ذيل السينوصوروبتريكس كان مخططًا بالأبيض والبرتقالي، ما يدل على استخدام الريش لأغراض التزاوج أو التمويه، تمامًا كما تفعل الطيور اليوم.

لماذا كانت الديناصورات ضخمة؟

تضمنت الديناصورات بعضًا من أضخم الكائنات التي مشت على وجه الأرض، مثل الباتاجوتيتان، الذي بلغ طوله 37.5 مترًا ووزنه 57 طنًا.

من بين العوامل التي ساعدت الديناصورات على النمو إلى هذه الأحجام الهائلة:

تركيب العظام: امتلكت الديناصورات عظامًا مجوفة وخفيفة، مما ساعدها على النمو دون أن تثقل حركتها.

التنفس الفعّال: كانت لدى الديناصورات أكياس هوائية داخل عظامها، مما جعل عملية التنفس أكثر كفاءة وساهم في زيادة حجمها.

وفرة الغذاء: أتاحت أعناقها الطويلة الوصول إلى قمم الأشجار حيث لم يكن هناك منافسة على الطعام، مما ساعدها على النمو دون الحاجة للحركة المستمرة.

كيف انقرضت الديناصورات؟

قبل 66 مليون سنة، اصطدم كويكب بقطر 10 إلى 15 كيلومترًا بكوكب الأرض، ما تسبب في:

اندلاع حرائق ضخمة وزلازل هائلة في جميع أنحاء العالم.

حجب أشعة الشمس بفعل الغبار والرماد، مما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة وموت النباتات، ما تسبب في انهيار السلاسل الغذائية.

هطول أمطار حمضية بفعل الكبريت المنبعث من الاصطدام، ما قضى على الطحالب والكائنات الدقيقة في المحيطات.

ويُعتقد أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى انقراض 75% من الكائنات الحية، ومن بينها معظم الديناصورات.

هل لا تزال الديناصورات موجودة؟

نعم، ولكن بشكل مختلف! الطيور الحديثة هي أحفاد الديناصورات الصغيرة التي نجت من الانقراض، مثل الديناصورات اللاحمة الصغيرة التي طوّرت أجنحة وريشًا للطيران.

وبينما انقرضت الديناصورات الضخمة، بقيت الطيور، التي تطورت لتشمل أكثر من 11,000 نوع حاليًا. تمتلك الطيور العديد من السمات المشتركة مع الديناصورات، مثل العظام المجوفة وعظام الترقوة، مما يثبت صلتها الوثيقة بأسلافها المنقرضين.

أما التماسيح، فهي ليست ديناصورات لكنها قريبة منها، حيث تعود أصولها إلى عصر الديناصورات قبل 250 مليون سنة، وظلت دون تغيير كبير منذ أكثر من 200 مليون سنة، ما يجعلها أحد أقرب الكائنات الحديثة للديناصورات المنقرضة.