انطلقت في جدة، اليوم الثلاثاء، محادثات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في محاولة لإيجاد مسار ينهي الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وجاءت هذه المباحثات، التي تدعمها السعودية ضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام الدوليين، وسط تحولات في سياسة واشنطن تجاه الصراع، إذ توقفت عن تقديم المساعدات العسكرية لكييف، بينما تسعى الأخيرة لإعادة صياغة علاقاتها مع الإدارة الأمريكية الحالية، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف.
وحضر الاجتماع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، فيما مثّل الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز. أما الوفد الأوكراني، فترأسه مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.
ما الذي دفع إلى عقد هذه المحادثات الآن؟
شهدت العلاقات الأمريكية الأوكرانية توترًا ملحوظًا، خاصة بعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الشهر الماضي، حيث بدا أن هناك تحولًا في نهج واشنطن تجاه الأزمة.
وأدى ذلك إلى تعليق المساعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية لكييف، مما دفع الأخيرة إلى البحث عن حلول جديدة، من بينها مقترح «وقف إطلاق نار محدود» يشمل البحر الأسود والقذائف بعيدة المدى، إلى جانب تبادل الأسرى.
موقف الأطراف الدولية من المحادثات
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو ستُبلغ بنتائج المحادثات في جدة، مما يعكس اهتمام روسيا بمخرجاتها.
وفي الوقت ذاته، دعت بولندا عبر رئيس وزرائها دونالد توسك كلاً من الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى استغلال هذه الفرصة لتحقيق تقدم ملموس، مشيرًا إلى أن أنظار العالم تتجه إلى جدة.
ما القضايا المطروحة على طاولة التفاوض؟
تركز المحادثات على عدة محاور رئيسية، أبرزها:
-
سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
-
التوصل إلى اتفاق محتمل بين روسيا وأوكرانيا.
-
«صفقة المعادن» النادرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
-
تحسين العلاقات بين كييف وواشنطن بعد أزمة اجتماع زيلينسكي وترامب.
-
استئناف تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين.
ما فرص نجاح المحادثات؟
وفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن الهدف الأساسي لهذه الجولة من المحادثات هو تقييم مدى استعداد أوكرانيا لتقديم تنازلات تُسهّل إنهاء الحرب.
وأشار ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن هذه المحادثات قد تكون نقطة تحول في مسار الأزمة إذا أبدت أوكرانيا مرونة أكبر في التفاوض.
في المقابل، شدد زيلينسكي على أهمية الضمانات الأمنية لكييف، مؤكداً أن بلاده مستعدة للسلام، لكنه طالب بهدنة تشمل الأجواء والمجال البحري، وهو ما ترفضه موسكو، معتبرة أن ذلك مجرد محاولة لشراء الوقت
الدور السعودي في دعم الحلول الدبلوماسية
لعبت المملكة دورًا بارزًا في محاولات حل الأزمة الأوكرانية منذ اندلاعها، بدءًا من الوساطة في تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، وصولًا إلى استضافة المحادثات الأمريكية الروسية الشهر الماضي.
وأكدت الرياض استمرارها في بذل الجهود لتحقيق سلام دائم، مشددة على أهمية الحوار كوسيلة مثلى لإنهاء النزاعات.
ما الخطوة التالية؟
من المتوقع أن تحدد نتائج المحادثات في جدة مدى إمكانية استئناف التعاون الأمريكي الأوكراني في المجالات الأمنية والعسكرية. كما قد تسهم هذه الاجتماعات في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، مما يمهد الطريق لمفاوضات أوسع تشمل موسكو مستقبلاً.