وجَّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إنذارًا شديد اللهجة إلى «حماس»، مطالبًا إياها بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين في غزة، محذرًا من «عواقب وخيمة» في حال عدم الامتثال، وذلك عقب محادثات مباشرة بين الحركة الفلسطينية ومبعوث أمريكي حول ملف الأسرى والهدنة.
وجاء تحذير ترامب بعد اجتماعه مع عدد من الأسرى الإسرائيليين المُفرَج عنهم، حيث صرح عبر منصته «تروث سوشال»: «لن يكون أي عضو في حماس آمنًا إذا لم تفعلوا ما أقول». وأضاف: «الوقت ينفد أمام قيادة الحركة لمغادرة غزة، وإلا ستدفع الثمن لاحقًا»، مشددًا على أن «إسرائيل ستتلقى كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة».
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن إدارة ترامب منخرطة في «محادثات مباشرة» مع «حماس» سعياً لحل أزمة المحتجزين الأمريكيين في غزة. وأوضحت خلال مؤتمر صحافي أن المبعوث الخاص المفوض بالمفاوضات لديه السلطة للتواصل مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المسؤولون الإسرائيليون الذين تم التشاور معهم بشأن المحادثات.
وبينما رفضت ليفيت الإفصاح عن تفاصيل المحادثات، قالت أن «المباحثات مستمرة»، مما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تواصل الضغط على «حماس» من جهة، والتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى.
هل وصلت المحادثات بين حماس وواشنطن إلى طريق مسدود؟
في سياق متصل، كشفت مصادر في «حماس»، في تصريحات صحفية، أن مسؤولين من الحركة أجروا محادثات مباشرة في الأيام الماضية مع المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بوهلر، تركزت على إمكانية تبادل الأسرى مع إسرائيل والبحث في إمكانية تهدئة مستدامة.
وأوضحت المصادر أن الحركة أبدت استعدادها لإطلاق سراح محتجزين أمريكيين بشرط تقديم واشنطن ضمانات بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، والتي تشمل انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من القطاع.
ورغم استمرار الحوار، تظل نقاط الخلاف قائمة، خاصة حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستُطلق إسرائيل سراحهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين. وقالت المصادر حسب «بلومبرج الشرق»، إن «الباب لا يزال مفتوحًا لمزيد من المفاوضات»، في وقت تحاول فيه الإدارة الأمريكية تحقيق اختراق في الملف الإنساني قبل حسم المسار العسكري
كيف تنظر إسرائيل إلى المفاوضات الأمريكية مع حماس؟
بدورها، لم تصدر تل أبيب موقفًا تفصيليًا حول المحادثات، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اكتفى بالإشارة إلى أن «إسرائيل أبلغت واشنطن بموقفها من الاتصالات مع حماس»، دون توضيح مزيد من التفاصيل.
ويعكس هذا الموقف تردد الحكومة الإسرائيلية في تأييد أي مساعٍ دولية قد تفرض عليها تقديم تنازلات، لا سيما في ظل الضغوط السياسية الداخلية التي تواجهها.
ما مستقبل الهدنة والتسوية في غزة؟
على الجانب الفلسطيني، صرّح مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» طاهر النونو، بأن هناك تحولًا في الخطاب السياسي الأمريكي مقارنة بالإدارات السابقة، مشيرًا إلى أن الحركة «ترحب بأي تغيير إيجابي في الموقف الأمريكي» لكنها تنتظر خطوات عملية. كما أكد النونو أن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الحالي، لكنها لن توافق على تمديده دون تحقيق تقدم في المراحل التالية، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي وإعادة إعمار غزة.
من جانبه، كشف مسؤول كبير في «حماس» لـ«الشرق»، عن عقد لقاءين مباشرين مع مسؤولين أمريكيين في الدوحة خلال الأيام الماضية، حيث شملت المحادثات ملف الأسرى إلى جانب طرح الحركة مقترحًا لهدنة طويلة الأمد مقابل تخفيف القيود على القطاع. ووفقًا للمصدر، فإن الحركة ترى أن واشنطن قادرة على الضغط على تل أبيب لدفعها إلى الالتزام بالاتفاقات المطروحة.