سياسة أحداث جارية

ما هو نفوذ العرب للضغط بشأن الخطة المصرية لإعمار غزة؟

أبرز التحديات أمام الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

بعد تبني القمة العربية الطارئة في القاهرة، أمس الثلاثاء، الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، يدور التساؤل حول ما يملكه العرب من نفوذ لإقناع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بهذا المقترح، وما أبرز التحديات أمام إعمار القطاع المتداعي.

يقول الباحث في مركز الأهرام للدراسات، بشير عبدالفتاح، إن العرب لديهم أوراق ضغط مهمة للغاية تتمثل في دورهم المركزي في أمن الطاقة والممرات الجيوسياسية المهمة في المنطقة، وحرص الولايات المتحدة على علاقات أوثق مع الدول العربية والتطبيع الذي تتطلع إليه إسرائيل، وفكرة السلام الاقتصادي أو المشروعات الاقتصادية المشتركة.

وأضاف خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: ” كل ذلك أوراق يمكن للعرب استخدامها والتلويح بإمكانية تجميد كل هذه المشروعات التي تتوق إليها إسرائيل ويتطلع إليها ترامب ما لم يتوقف الاحتلال عن التفافه على الاتفاق، ولا بد أن تلتزم إسرائيل بهذا الاتفاق وتمرير الخطة المصرية لإعادة الإعمار وفتح الطريق أمام تسوية سياسية لإنهاء المعاناة الفلسطينية وتحرير الأراضي العربية المحتلة، ووقتها يمكن للسلام أن يسود والسلام الاقتصادي أن يتحقق واستيعاب إسرائيل في المنطقة”.

وتابع عبد الفتاح: “على العرب أن يعملوا على توصيل هذه الرسالة إلى الإدارة الأمريكية وإسرائيل والمجتمع الدولي، لأن عدم التلويح بأوراق الضغط العربية سيدفع نتنياهو إلى التمادي فيما يقوم به من خروقات وانتهاكات وتجميد اتفاق وقف إطلاق النار”. وأشار إلى أن الانحياز الأمريكي إلى نتنياهو يضع العرب في مأزق حقيقي، ويدفعهم إلى ضرورة استخدام أوراق الضغط المطلوبة، لأن ترامب حتى هذه اللحظة يعلن دعمه لنتنياهو في المواقف كافة، سواء معاودة العدوان أو التوقف عند المرحلة الأولى، أو القبول بالدخول في المرحلة الثانية”.

وشدد على أن الموقف الأمريكي بحاجة إلى المراجعة، وهذا لن يحدث إلا بحوار عربي أمريكي أو محاولة تنسيق عربي أمريكي للضغط على نتنياهو”.

&

التحديات أمام الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

قال عبد الفتاح إن هناك عدة تحديات أمام الخطة العربية – المصرية لإعادة إعمار غزة، في مقدمتها “إشكالية من يحكم القطاع، إذ ترفض عمليًا أن تكون خارج المشهد تمامًا أمنيًا وسياسيًا، وإن أظهرت بعض المرونة أمام القاهرة والتفهم لإمكانية تقليص دورها، لكن سرعان ما تعود لتتحدث عن إمكانية أن تشارك بطريقة غير مباشرة، وبالتالي هناك إصرار إسرائيلي أولًا على استبعاد حماس من غزة وتفكيك أسلحتها بشكل كامل”.

وأضاف: “حماس من جانبها ترفض الاستغناء عن السلاح طالما أن العدوان لا يزال موجودا والاحتلال باقيًا، وتحاول القاهرة إقناع حماس بألا يكون لها دور في مستقبل غزة من أجل التوصل إلى السلام الدائم الذي يبحث عنه الجميع”. وتساءل الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية عن مدى تحقيق ذلك عمليًا، خصوصا أن نتنياهو يحاول التنصل من إكمال الاتفاق الآن، ولا يريد الوصول إلى المرحلة الثانية ويكتفي بالمرحلة الأولى فقط بما يوفر مسوغًا ومبررًا لاحتفاظ حماس بسلاحها ومعاودة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي مجددًا في وجهة نظرها”.

وقال عبد الفتاح: “صحيح أن القاهرة طرحت آلية لإدارة غزة بدون حماس، عن طريق أطراف مستقلة غير محسوبة على السلطة أو الجماعة المسلحة وبدرجة ما تدرب القاهرة عناصر أمن لحفظ الأمن من السلطة الوطنية الفلسطينية، لكن هذا المقترح لا يزال قيد الدراسة والبحث في ظل عدم وجود توافق تام عليه”.

وأشار إلى أن هناك مشكلة تتعلق بالتمويل، لأن حجم الأموال التي تحتاجها غزة في إعادة الإعمار هذه المرة يتخطى الـ50 مليار دولار، بخلاف المرات السابقة التي كانت تحتاج بضعة مليارات، إلى جانب أن الدول المانحة التي ساهمت في إعادة الإعمار خلال المرات السابقة تقول إن في كل مرة يتم تقديم الدعم المالي ثم تقوم إسرائيل بتدمير القطاع مرة أخرى، ولذلك فهم يتحفظون على التدمير المتواصل والتمويل المتكرر”.

وتابع: “لذلك ستكون هناك معضلة في حشد هذا المبلغ الضخم، خصوصا أن الدول العربية لن تتحمل وحدها هذه التكلفة، بخلاف أن المجتمع الدولي منشغل بأوكرانيا وقضايا أخرى، لذلك نحن بحاجة إلى مشروع مارشال عربي دولي لدعم عملية إعادة إعمار غزة، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤوليتها أيضًا باعتبار أنها مسؤولة عن الدمار، والقوانين الدولية تنص على ذلك”.

اقرأ أيضًا: القمة العربية تعتمد خطة مصرية لإعمار غزة

السعودية ومصر تدينان حصار قطاع غزة.. وإسرائيل تربط المساعدات بالإفراج عن الرهائن

إدارة قطاع غزة بعد الحرب.. لمن ستذهب؟