ثقافة

“درب الأنبياء”.. رحلة “عبد الله القاضي” لتتبع طريق الحج النبوي

"درب الأنبياء".. رحلة الأكاديمي "عبد الله القاضي" لتتبع طريق الحج النبوي

عكف الأكاديمي السعودي، البروفيسور الدكتور عبدالله بن حسين القاضي، لمدة عقدين من الزمن على إنجاز مشروعًا يركّز على تتبع طريق الحج النبوي بين المدينة المنورة ومكة المكرمة باسم “درب الأنبياء”.

وقضى عبد الله القاضي، الذي عمل في السابق أستاذا للتخطيط الحضري والإقليمي، نحو 20 عامًا في القياك برحلات استكشافية ميدانية في عدة مناطق وصل عددها إلى 80 رحلة، استخدم فيها أنظمة الرصد العالمية والمعلومات الجغرافية لتحقيق هدفه.

"درب الأنبياء".. رحلة الأكاديمي "عبد الله القاضي" لتتبع طريق الحج النبوي
أمير منطقة المدينة المنور سلمان بن سلطان، ونائبه سعود بن خالد الفيصل والأكاديمي عبد الله القاضي خلال حفل إطلاق كتاب “درب الأنبياء: طريق الحج النبوي”

تفاصيل رحلة “طريق الأنبياء”

وثًق عبد الله القاضي وهو أحد المعاصرين في تتبع درب الأنبياء، أكثر من 70 موقعًا جاء ذكرها في السنّة النبوية وكتب البلدانيين والشعر العربي، حتى تمكّن من إصدار كتابه “درب الأنبياء.. طريق الحج النبوي”. وركًز مشروع القاضي على تتبع خط سير رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام خلال حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة/ 632 ميلادية.

وسلط عبد الله القاضي الضوء على الطريق الذي سلكة النبي محمد من خلال الإحداثيات والصور للمعالم التي مر بها، مصحوبًا بمعلومات عن كل معلم على طول الرحلة. ويستعرض المشروع رحلة نبي الله محمد بداية من غرفته في المدينة المنورة إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وخروجه من الثنية السفلى في مكة لأداء مناسك الحج والعمرة.

ويسرد عبد الله القاضي من خلال المشروع تفاصيل رحلة حج النبي صلى الله عليه وسلم، منذ يومه الأول بمغادرة المدينة المنورة إلى الحليفة بعد صلاة ظهر يوم الخميس 23 ذي القعدة 10هـ، ومنها في اليوم التالي إلى السيّالة، ثم الاتجاه إلى محطة الرويثة يوم السبت 25 ذو القعدة، ليغادر في اليوم الرابع إلى مكة المكرمة ليظل طوال الليل في “القاحة” وحتى الوصول إلى محطة “الأبواء” في اليوم الخامس.

ويتطرق المشروع إلى المحطات اللاحقة التي تشرفت بوجود النبي محمد خلال رحلته حتى وصل إلى منى في اليوم الرابع عشر من الرحلة في 8 ذي الحجة حيث مكث حتى صباح يوم الجمعة في اليوم الـ16 من الرحلة، لينتقل من مسجد الخيف إلى المشعر الحرام.

أهمية مشروع “طريق الأنبياء”

يتكون مشروع عبد الله القاضي من مجموعة أجزاء تتناول بالترتيب درب الأنبياء ثم التعرف بالحج والعمرة قبل الإسلام وبعد الإسلام، إلى جانب طرق الحج العالمية وطرق الحج والعمرة داخل الجزيرة العربية والأسواق، ثم رحلات النبي صلى الله عليه وسلم. واستعان القاضي في مشروعه بكتابات المؤرخين والعلماء المسلمين عن طريق الحج في مؤلفاتهم، إلى جانب ما ورد على لسان عالم الحديث الإمام البخاري في القرن التاسع الميلادي عن المساجد التي صادفها النبي محمد في رحلته للحج من المدينة المنورة وحتى مكة المكرمة.

وكان القاضي يستعين في رحلته بمرشدين من سكان المناطق التي يمر بها ممكن يمتلكون خبرة في الطرق توارثوها عن الآباء والأجداد، كما بحث في المصادر الجغرافية والتاريخية وبعض الخرائط، بالإضافة إلى ما ذُكر في القرآن الكريم والسنّة النبوية وكُتب السيرة. ويجمع المشروع الذي دشنه أمير منطقة المدينة المنورة في مايو 2024 بين الأسلوب الأكاديمي والثقافي ويدمج بين المصادر التاريخية ليقدم تحليلًا دقيقًا للمواقع التاريخية والجغرافية المكانية والزمانية.

عن الأكاديمي عبد الله القاضي

هو أحد القامات العلمية المتخصصة في هجرة النبي وله مؤلفات عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والحضارة الإسلامية، ومن بينها الهجرة النبوية المصورة” و”الأمسال الحجرية”، والتي لها أهمية كبيرة خلال وقتنا الحاضر. عمل القاضي نائبًا لرئيس خدمات التطوير والدراسات والاتصالات في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل (جامعة الدمام سابقًا)، كما أنه أستاذ في التخطيط الحضري والإقليمي، وهي مناصب تركها ليتفرغ إلى مشروعه البحثي. وحاز القاضي على درجة الدكتوراه في عام 1996 من جامعة ولاية بورتلاند بولاية أوريغون، ونال الكثير من الإشادات لأبحاثة الرائدة في هذا المجال.

اقرأ أيضًا:

جين هاكمان وزوجته.. نهاية حزينة لحياة مليئة بالإنجازات

بعد استئصاله أورامًا سرطانية.. أبرز المعلومات عن عمرو مصطفى

أيمن أصفري.. من هو المرشح لرئاسة الحكومة السورية الجديدة؟