سياسة أحداث جارية

الهدنة تتأرجح.. تأجيل الإفراج عن الفلسطينيين وتصعيد في الضفة

الهدنة تتأرجح.. تأجيل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين وتصعيد في الضفة

باتت تهديدات الانهيار تحيط بالهدنة في غزة في ظل قرارات الاحتلال التي تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

وتُعد أحدث إشارة على تلك التهديدات هو قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الساعات الأولى اليوم الأحد، بتأجيل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين وعددهم 620 معتقلًا إلى أجل غير مسمى، بسبب ما وصفه بـ “الطقوس المهينة” للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. وقال بيان مكتب نتنياهو إن “الأمر مرهون بضمان الإفراج عن أسراهم بدون تلك الطقوس المهينة من جانب حماس، والذي يُعد انتهاكًا للهدنة وإهانة لكرامة الرهائن استخدام السياسية بهدف الدعاية”، بحد وصفه.

حماس تستنكر

بدورها، أدانت حركة حماس قرار الاحتلال بتأجيل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، مؤكدة أن هذا القرار يبرز رغبة الاحتلال في التنصل من التزاماته ضمن الاتفاق وذريعة للتهرب من الاتفاق. وقال القيادي في حماس، باسم نعيم، إن التصرفات الإسرائيلية تهدد الاتفاق بالكامل. من جانبه، انتقد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، مزاعم الاحتلال بأن مراسم تسليم الرهائن مهينة، مؤكدًا أنها على العكس تبرز مدى التعامل الإنساني والرحيم معهم.

وأشار الرشق إلى أن المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون خلال عملية الإفراج والتي تشمل الضرب والإذلال والتعذيب هي الإهانة الحقيقية، إذ يظهر المعتقلون وهم معصوبون الأعين ومقيدون، بخلاف التهديدات التي يتلقاها ذويهم حال إقامة أي احتفال بالأسرى المحررين. وخاطب الرشق المجتمع الدولي وحثه على ضرورة ضمان استكمال اتفاق وقف إطلاق النار بالإفراج علن المعتقلين والضغط على الاحتلال للتراجع عن قراراته.

كانت حماس سلمّت أمس السبت، 6 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر، ضمن الدفعة السابعة والأخيرة من المرحلة الأولى التي سبق الاتفاق عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. وعادة يتم تسليم الرهائن الإسرائيليين من خلال صعودهم على منصة يحيط بها مقاتلو حماس وأحيانًا يُدلي الأسرى بتصريحات قصيرة.

من هم المعتقلون الفلسطينيون الذين تراجع الاحتلال عن الإفراج عنهم؟

تشمل مجموعة المعتقلين الـ600 الذين قرر الاحتلال إرجاء الإفراج عنهم، 50 سجينًا صادر بحقهم أحكامًا بالمؤبد، فيما كان من المقرر أن يتم ترحيل 108 شخصًا من المفرج عنهم خارج الأراضي الفلسطينية، كما تشمل حزمة الأسرى 41 سجينًا كان تم الإفراج عنهم أثناء صفقة جلعاد شاليط في عام 2011 ثم تم اعتقالهم مرة أخرى. هذا إلى جانب 445 شخصًا تمّ اعتقالهم من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر.

ومن بين أبرز الأسماء ضمن الدفعة التي تم تأجيل الإفراج عنها، المعتقل نائل البرغوثي، والذي يُعرف باسم “عميد الأسرى” بعد أن قضى 45 عامًا في السجون الإسرائيلية عقب اعتقاله في 1978 بتهمة مهاجمة الجيش الإسرائيلي، وهي أطول مدة لسجين فلسطيني وفق هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية.

تأرجح الهدنة في غزة

تسلط القرارات الإسرائيلية الأخيرة الضوء على مصير الهدنة في غزة والتي كان من المقرر أن تكون عملية تسليم المعتقلين المؤجلة ثم تسليم حماس لـ4 جثث لإسرائيليين هي الأخيرة ضمن المرحلة الأولى، لتُعلن بداية المرحلة الثانية من الهدنة في 2 مارس المقبل والمتعلقة بإنهاء الحرب، ثم بداية المرحلة الثالثة والأخيرة وهي إعادة الإعمار.

وتشمل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية و8 جثامين، في المقابل يفرج الاحتلال عن 1900 سجين فلسطيني. وقالت حماس إنها مستعدة لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق متهمة الجانب الإسرائيلي بالمماطلة والتنصل من بنود الهدنة. وجاء في بيان حماس: “إسرائيل أمام خيارين، إما أن يستقبلوا أسراهم في توابيت كما جرى يوم الخميس، بسبب عنجهية نتنياهو، أو أن يحتضنوا أسراهم أحياء التزامًا بشروط المقاومة”. مؤكدًا أن الوضع داخل القطاع كارثي ويتطلب مواصلة عملية تسليم الرهائن وتوفير مستلزمات الإيواء حتى يمكن بدء عملية إعادة الإعمار.

توسيع العمليات في الضفة الغربية

على الجانب الآخر، يوسّع الاحتلال من عملياته العسكرية في الضفة الغربية، مؤكدًا أنه تم إخلاء 3 مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأحد، وأن قواته ستظل في هذه المخيمات حتى العام المقبل لمنع سكانها من العودة.

وبحسب بيان الاحتلال، فإن المخيمات الثلاثة كانت تأوي 40 ألف فلسطيني في جنين وطولكرم ونور شمس، كما تم نشر وحدات دبابة في جنين في أول ظهور للمدرعات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الانتفاضة الثانية في 2005. وجاء ذلك بعد اقتحام القوات الإسرائيلية، فجر اليوم، لبلدة قباطية جنوب جنين، وجرفت الشوارع، ودمرت البنية التحتية، وداهمت منازل، واحتجزت مدنيين.

 اقرأ أيضًا:

بعد اللقاء التشاوري في الرياض.. ما ملامح مقترح إعادة إعمار غزة؟

بالتفاصيل.. حماس تطلق سراح رهائن إسرائيليين في غزة بعد عودة جثمان شيري بيباس

من هو هشام السيد الذي أفرجت عنه حماس مع الرهائن الإسرائيليين؟