في تحول واضح للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا، رفضت الولايات المتحدة المشاركة في رعاية مشروع قرار في الأمم المتحدة يدعم وحدة أراضي كييف ويطالب روسيا مرة أخرى بسحب قواتها، تزامنًا مع مرور 3 سنوات على الغزو.
وبحسب ما نقلته رويترز عن 3 مصادر، فإنه من المقرر أن تصوت الجمعية العامة التي تضم 193 عضوًا يوم الإثنين المقبل على القرار، وحتى هذا الوقت يمكن للدول أن تقرر هل ستشارك أم لا، وعلى الرغم من أن قرارات الجمعية غير ملزمة، إلا أنها تمتلك ثقلًا سياسيًا ولها وجهة نظر عالمية بشأن الحرب. وقال أحد المصادر الذي طلب عدم ذكر اسمه: “في السنوات السابقة، شاركت الولايات المتحدة بشكل ثابت في رعاية مثل هذه القرارات دعمًا للسلام العادل في أوكرانيا”، مشيرًا إلى أن هناك 50 دولة ترعى القرار دون ذكر أي أسماء منها.
وأشار أحد المصادر إلى أن الولايات المتحدة في الوقت الحالي لن توقع على أي قرار، لافتًا إلى أنه في المقابل تُبذل جهودًا حالية لطلب الدعم من دول أخرى بديلة ومن بينها دول الجنوب العالمي.
تحول في العلاقات الأمريكية الأوكرانية
يأتي تصويت الأمم المتحدة وسط اتساع الخلاف بين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ يحاول الأخير إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بسرعة خصوصًا بعد اجتماع وفد أميركي مع آخر روسي في الرياض لبحث إنهاء الحرب دون مشاركة أوكرانية أو أوروبية. وأصبح هذا التحول في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا بمثابة مشكلة لكييف التي اعتمد على مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي حصلت عليها في عهد الإدارة الأمريكية السابقة لمواجهة الغزو الروسي، بخلاف الدعم الدبلوماسي الذي استفادت منه على مدار 3 سنوات.
تفاصيل مشروع الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا
بحسب ما أوردته رويترز، فإن القرار الأممي يدعو إلى خفض التصعيد ووقف مبكر للأعمال العدائية وحل سلمي للحرب ضد أوكرانيا، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. ويذكّر المجلس بضرورة تنفيذ جميع قراراته التي تستهدف الرد على العدوان الروسي على أوكرانيا، وأبرزها مطالبته موسكو بسحب قواتها العسكرية وبشكل كامل من جميع الأراضي الأوكرانية.
ومنذ الغزو الروسي استولت موسكو على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، فيما تستمر في شن الهجمات التي تسيطر بها على أراضي أخرى في الشرق، وقالت موسكو إن “عمليتها العسكرية الخاصة” جاءت ردًا على التهديد الوجودي الذي تشكله مساعي كييف للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي. وتصف أوكرانيا والغرب تحرك روسيا بأنه استيلاء إمبريالي على الأراضي.
مظاهر تحول السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا
على مدار شهر منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة، بدأت مظاهر التحول في السياسة الخارجية الأمريكية في الظهور من خلال عدة مواقف للإدارة الأمريكية الجديدة والتي خالفت النهج الذي اتبعته إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وخلال الفترة الماضية عمل ترامب على إنهاء مساعي عزل روسيا وتحويلها لشريك مفضل للولايات المتحدة، كما أنه ألمح قبل يومين بأن أوكرانيا مسؤولة عن الغزو الروسي لأراضيها في عام 2022، قائلًا: “أوكرانيا ما كان ينبغي لها أن تبدأ”.
من ناحية أخرى شعرت أوكرانيا بالتهميش بعد أن عقدت الولايات المتحدة مباحثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين والروس في السعودية دون أوكرانيا لبحث سُبل إنهاء الحرب، كما أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أصدر أوامر لوزرائه بعدم التوقيع على أي اتفاقيات حول استغلال الولايات المتحدة لاحتياطيات بلاده من المعادن الأرضية، معللًا ذلك بأن الاتفاق غير منصف ولم يقدم ضمانات أمنية مناسبة في المقابل.
ومن أبرز الدلائل الأخرى على تحول السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا هو استبعاد ترامب انضمام أوكرانيا إلى “الناتو” أو بقاء قوات أمريكية في أراضيها لإرساء الأمن كحلول لإنهاء الصراع.
اقرأ أيضًا:
ترامب يتهم أوكرانيا ببدء الحرب.. وزيلينسكي يرد