لعبت التصاميم الذكية دورًا في إنقاذ ركاب طائرة دلتا من حادث التحطم في مطار تورنتو بيرسون الدولي بكندا، بعد أن انقلبت الطائرة القادمة من مينيابوليس على المدرج رأسًا على عقب. ولم يسفر هذا الحادث عن أي وفيات، ونجا 80 شخصًا كانوا على متن الطائرة، ولم يصب بأذى سوى 15 شخصًا فقط.
تحسينات سلامة الطائرات
اعتبر الأستاذ المشارك في جامعة إمبري ريدل للطيران، مايكل كورميك، أن هذا الحادث هو أكبر دليل على التحسينات التي تم إدخالها في مجال سلامة الطائرات خلال العقود الماضية، قائلًا: “كان الأمر مذهلاً تمامًا أن تتمكن من رؤية طائرة على ظهرها بهذا الشكل وتجد الناس يبتعدون عنها”. متابعًا: “ولكن اعتقادي الأول هو التصاميم الذكية والهندسة المختلفة للطائرات التي تمخضت عن سنوات البحث في مجال الطيران المدني”.
مكان خزانات الوقود
أوضح كورميك أنه قديمًا كان يتم وضع خزانات الوقود بشكل أساسي في بطن الطائرة تحت الركاب، ولكن بإدخال التحسينات تم تعديلها لتكون في الأجنحة. مؤكدًا أن هذا السبب كان وراء الحريق الذي صاحب تحطم طائرة بومباردييه CRJ900 التابعة لشركة دلتا يوم الاثنين. وتابع: “عندما انقلبت الطائرة على المدرج، انكسر جناحها الأيمن المحمل بالوقود مسببًا حريقًا هائلًا، واستمرت الطائرة في الانزلاق ثم انقلبت”، ولكن تحرر الجناح ساعد في إبقاء النار بعيدة عن مقصورة الركاب، بحسب ما قاله جو جاكوبسن، مهندس الطيران الذي عمل لدى شركة بوينغ وإدارة الطيران الفيدرالية.
وقال جاكوبس إنه لا بد من التحقيق في أسباب كسر الجناح الأيمن للطائرة وما إذا كان بسبب عيب في الصيانة أو التصميم، مؤكدًا أن تخزين الوقود في الجناح هو أحد الميزات التي يمكن بها إبعاد الوقود القابل للانفجار بعيدًا عن مقصورة الركاب، ولكن في نفس الوقت يجب التأكد من ضمان ثبات جسم الطائرة في وضع مستقر.
وأضاف جاكوبس: “انتهت الطائرة بوضع مستقر، وإن كان رأسًا على عقب، لكن الجميع نجوا، وذلك بفضل المقاعد القوية التي يمكنها تحمل القوة الشديدة”، فهذه المقاعد ليست مصممة لتكون مريحة ولكنها كانت متينة كفاية لتنقذ حياة الركاب.
تصميم المقاعد المتينة
من ناحية أخرى، تم تصميم مقاعد هذا النوع من الطائرات G16 لضمان السلامة وليس للراحة، إذ يمكنها تحمل قوة الجاذبية 16 مرة وفق التجارب الحديثة، وهو ما يضمن عدم تحركها أو تفكيكها حال وقوع أي حادث، وهو ما حديث في الحادث الأخير إذ ظلت الكراسي ثابتة في أماكنها على الرغم من انقلاب الطائرة رأسًا على عقب.
وقال حسن شهيدي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة سلامة الطيران والمدير التنفيذي لها: “لولا أحزمة الأمان، لكان الركاب قد سقطوا على الأرض وكانوا ليتعرضوا لإصابات أكثر بكثير. وكان هذا عاملاً مهماً في هذا الأمر”. وبحسب بيتر جويلز، المدير الإداري السابق للمجلس الوطني لسلامة النقل ومحلل شؤون الطيران في شبكة “سي إن إن”، فإن حادث مماثل لو كان وقع منذ عقود لربما كانت نتيجته أكثر قتامة، ولكن مع وجود المقاعد الحديثة فإذا كان الراكب مربوطًا جيدًا في المقعد كلما كانت فرصته في النجاة أكبر.
وتابع ويلز: “وعندما تجمع ذلك مع التقدم في مجال المواد المقاومة للحريق، فإن لديك فرصة جيدة حقًا لتحقيق ذلك، إذا اتبعت التوجيهات”.
مهارة أفراد الطاقم
على الرغم من جميع التحسينات السابقة، إلا أن أي منها لا يمكن أن يُغني عن مهارة طاقم الطائرة، والذي كان له الفضل الكبير في إخلاء طائرة تورنتو بشكل آمن بعد انقلابها. وقالت سارة نيلسون، رئيسة رابطة مضيفات الطيران الدولية، إن المضيفتين على متن هذه الرحلة لم يسبق لهما أن هبطتا بطائرة مقلوبة رأسًا على عقب. لكن الثنائي تدرب على العديد من السيناريوهات، بما في ذلك إخلاء الركاب في غضون 90 ثانية.
وفي حين أن عشرات الركاب كانوا مثبتين في مقاعدهم رأسًا على عقب كالخفافيش، إلا أن الطاقم تمكن من فك أحزمة الأمان وتحريرهم في أقل من 90 ثانية. ووصف نيلسون المضيفات بأنهن أبطال، وأعرب ماكورميك عن رغبته في أن تزيد تلك الحادثة من وعي الجمهور بمهنة مضيف الطيران وأهميتها.
اقرأ أيضًا:
“كنا مُعلقين كالخفافيش”.. كواليس الرعب لتحطم طائرة تورنتو