بمسيرة حافلة بالتحولات والمفارقات، كتبت نوال بخش اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الإعلام السعودي لكونها أول فتاة سعودية تعمل كمذيعة راديو وتليفزيون في المملكة قبل أكثر من نصف قرن.
ومنذ أكثر من 55 عامًا، انطلق صوت نوال بخش عبر موجات الأثير، لترسخ بداية تاريخ طويل بدأ في الراديو ثم استمر على شاشة التلفاز، وهو ما وضعها أمام تحديات كبرى وعراقيل حياتية وعملية، ولكنها لم تستسلم لها.
في اليوم العالمي للإذاعة، نبحر قليلًا في حياة نوال بخش لاستكشاف أبرز بصماتها العملية وكيف تمكنت من أن تكون أهم رائدات مهنة اقتصرت على الرجال فقط في الماضي.
من هي نوال بخش؟
هي إعلامية سعودية من مواليد مكة المكرمة في عام 1954. درست بخش في كلية الآداب بجامعة الملك سعود وتخصصت في الخدمة الاجتماعية في عام 1988. وفي عام 1974، حصلت على دبلوم اللغة الإنجليزية من معهد الدراسات المتقدمة، إلى جانب شهادة جامعة كامبردج في اللغة الإنجليزية وآدابها في عام 1975.
بدأت نوال بخش مسيرتها في العمل الإذاعي في عام 1964 بالعمل في إذاعة الرياض، وكانت أول سعودية تعمل في هذا المجال، وتنوعت إسهاماتها بين البرامج المختلفة وتقديم نشرات الأخبار. وبعد سنوات من العمل في الإذاعة، انتقلت نوال بخش للعمل في التليفزيون السعودي وتحديدًا في القناة الأولى، لتكون بذلك أيضًا أول مذيعة تليفزيونية في تاريخ المملكة.
وفي عام 1995، بدأت بخش في تقديم البرامج المباشرة على الهواء، كما أنها شاركت في نقل فعاليات دورات مهرجانات الجنادرية لأكثر من 15 عامًا على التوالي. وتخصصت نوال بخش في تقديم البرامج التي تهم المرأة والطفل. وكانت نوال بخش أول من تناولت مفهوم “الإعلام التنموي” في برامجها ومن أشهر البرامج التي قدمتها نوال بخش هي “البيت السعيد” و”سلامات”، وامتد عملها ليشمل المجال الخيري والنسائي، وكانت عضوًا في جمعية النهضة الخيرية النسائية في الرياض والجمعية السعدية الخيرية لرعاية الأطفال المعاقين بالرياض.
تحديات العمل بالتليفزيون أمام نوال بخش
تقول نوال بخش في حديث سابق لقناة “العربية” إنها قبل العمل في التليفزيون كانت تكمل دراستها في معهد المعلمات، وانتقالها للعمل في القناة الأولى بالتليفزيون السعودي وضعها في موقف صعب، إذ تم فصلها من المعهد حينها وإخطار جميع مدارس المعلومات بعدم قبول ملفها.
وبعد وساطة لدى الملك فيصل وولي عهده الملك خالد آنذاك، عادت مرة أخرى إلى المعهد، ولكن بشرط إمضاء تعهد بعدم ظهورها على شاشة التليفزيون مرة أخرى، فقررت التوقف وذهبت للدراسة مع زوجها كمبتعثة، لتعود مرة أخرى إلى المملكة بعد 10 سنوات، خلال هذه الفترة لم تنقطع عن الإذاعة إذا كانت تعود من حين لآخر لتسجيل بعض البرامج.
اقرأ أيضًا:
بعد ظهورها في ترند غوغل.. من هي “سلوى حجازي”؟