صحة

منظمة الصحة العالمية: عبء السرطان العالمي يستمر في الارتفاع

كشف التقرير السنوي الذي تصدره وكالة الأبحاث الدولية للسرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن عدد حالات السرطان الجديدة في العالم سيستمر في الزيادة بشكل مقلق في السنوات القادمة، حيث يُتوقع أن يرتفع العدد بنسبة 20% بين عامي 2022 و2030، ويصل إلى أكثر من 75% بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2022.

وقالت الوكالة في تقريرها، الذي صدر مطلع الشهر الجاري، إنها سجلت 10.1 مليون حالة جديدة من السرطان في عام 2000، و20 مليون حالة في عام 2018، وتُتوقع الوكالة أن يرتفع هذا العدد إلى 35 مليون حالة جديدة بحلول عام 2050.

وإلى جانب هذه الزيادة الكبيرة في الحالات، يظل السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة في العالم، إذ تسبب في وفاة حوالي 10 ملايين شخص في عام 2022 فقط، حيث أشارت الوكالة إلى أن السرطان هو السبب الأول أو الثاني للوفاة المبكرة في 134 من أصل 183 دولة حول العالم.

وتكشف هذه الإحصائيات أن واحدًا من كل خمس أشخاص ستصاب بالسرطان خلال حياته، بينما سيموت حوالي واحد من كل تسعة رجال وواحدة من كل 12 امرأة بسبب المرض.

غير أن السرطان لا يقتصر فقط على التأثير على الصحة، بل له أيضًا تأثير اقتصادي هائل، حيث تشير دراسة حديثة إلى أن التكلفة الاقتصادية العالمية لأكثر 29 نوعًا شائعًا من السرطان ستصل إلى أكثر من 25 تريليون دولار بين عامي 2020 و2050.

ما الذي يجعل السرطان يمثل هذه الأزمة العالمية؟

يتضح أن ارتفاع أعداد الحالات يمكن أن يُعزى إلى مجموعة من العوامل، أبرزها تزايد العمر المتوقع، الذي يرافقه تزايد احتمالية الإصابة بالسرطان مع تقدم السن.

إضافة إلى ذلك، ساهم أسلوب الحياة الغربي مثل التغذية غير المتوازنة، ونقص النشاط البدني، والإفراط في التدخين أو استهلاك الكحول، في زيادة معدل الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

فعلى الرغم من التقدم الذي تحقق في طرق الوقاية والعلاج، فإن الوعي العام وطرق التشخيص المبكر لا تزال غير كافية في العديد من البلدان، مما يساهم في استمرار المشكلة.

كيف يمكننا مواجهة هذا التحدي؟

لمواجهة هذه الأزمة العالمية، تتضافر الجهود الدولية والمحلية لزيادة الوعي وتقديم الحلول العملية في مجالات الوقاية والكشف المبكر والعلاج.

وأطلقت العديد من المنظمات الصحية مبادرات تهدف إلى توعية الجمهور بأهمية الوقاية، كما أن تحسين الوصول إلى العلاجات المتطورة يمكن أن يسهم في تقليل عدد الوفيات المبكرة الناتجة عن السرطان.

ومن المهم أيضًا أن يتم توجيه مزيد من الموارد نحو البحث العلمي للتوصل إلى طرق علاجية أكثر فاعلية وأقل تكلفة. إلى جانب ذلك، من الضروري أن تتعاون الحكومات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لبناء استراتيجيات شاملة تدعم الأشخاص المتأثرين بالمرض.

هل يمكننا تقليل الأعباء الاقتصادية الناتجة عن السرطان؟

يُشكل العبء الاقتصادي الناتج عن السرطان أحد أكبر التحديات التي تواجهه اقتصادات العالم. فالتكلفة المترتبة على العلاجات الطبية، بالإضافة إلى ما يعانيه المرضى من خسارة إنتاجية العمل وتكاليف الرعاية الصحية، تمثل عبئًا كبيرًا على النظم الاقتصادية.

لذلك، يُعد الاستثمار في الوقاية والعلاج المبكر من السرطان أحد الاستراتيجيات الأكثر فعالية لتقليل هذه التكاليف على المدى الطويل، فمن خلال تحسين برامج الوقاية من السرطان وتقليل العوامل المسببة له، يمكن التقليل من عدد الحالات والعواقب الاقتصادية المترتبة عليها.

منظمة الصحة العالمية: عبء السرطان العالمي يستمر في الارتفاع