تقنية

“إل كابيتان”: أسرع حاسوب خارق في العالم!

أعلنت الولايات المتحدة عن إضافة جديدة ومبهرة إلى عالم التكنولوجيا الفائقة: “إل كابيتان”، الحاسوب الخارق الذي أصبح رسميًا الأسرع في العالم. بتكلفة بلغت 600 مليون دولار، تعني كلمة “إل كابيتان” El capitan الكابتن أو القائد بالإسبانية، وربما سمي بهذا الاسم لما يمثله هذا الحاسوب قفزة هائلة في قوة الحوسبة ويأتي لدعم مشاريع بالغة التعقيد تتعلق بالأمن القومي، من بينها مراقبة الترسانة النووية للولايات المتحدة.

ما هو “إل كابيتان”؟

“إل كابيتان” هو ثالث حاسوب من فئة “إكساسكيل” عالميًا والأسرع حتى الآن. بدأ بناؤه في مايو 2023 وتم تشغيله في نوفمبر 2024. يتميز بقدرة مذهلة تصل إلى 2.746 إكسافلوبس كأداء أقصى، وهو ما يعادل تنفيذ 2.746 × 10¹⁸ عملية حسابية في الثانية. للمقارنة، يحتاج أكثر من مليون جهاز iPhone 15 Pro للعمل معًا لتحقيق نفس القوة الحوسبية.

استخدامات “إل كابيتان”

يُستخدم الحاسوب لدعم مشاريع حيوية تشمل:

  • مراقبة الأسلحة النووية: يوفر حلولًا مبتكرة لضمان أمان الترسانة النووية دون الحاجة لاختبارات تفجيرية.
  • الأبحاث الوطنية: من اكتشاف مواد جديدة إلى دراسة الفيزياء عالية الطاقة.
  • مجالات أخرى: مثل التنبؤ بالطقس، النماذج المناخية، والبحوث الطبية.
  • وفقًا لجيل هروبي، وكيلة وزارة الطاقة الأمريكية، فإن “إل كابيتان” يمثل “قلب استراتيجيات الحفاظ على الترسانة النووية الأمريكية من خلال العلوم المعتمدة على البيانات”.

كيف يتفوق “إل كابيتان” على منافسيه؟

يوجد حاليًا حاسوبان فقط من فئة “إكساسكيل” إلى جانب “إل كابيتان”، وكلاهما في الولايات المتحدة:

  • “فرونتير” – قدرة قصوى: 2.056 إكسافلوبس.
  • “أورورا” – قدرة متوسطة: 1.012 إكسافلوبس.

لكن “إل كابيتان” يتفوق عليهما بسهولة بفضل أدائه المتفوق وسرعته المذهلة.

دور “إل كابيتان” في مستقبل الحوسبة

يساهم “إل كابيتان” في تحليل تعقيدات هائلة لم تكن ممكنة سابقًا. يمكن أن تُحدث هذه القوة الحوسبية تأثيرًا كبيرًا في مجالات مثل التغير المناخي، تطوير العلاجات الطبية، والتكنولوجيا العسكرية. ومع ذلك، تتباين الاستثمارات في مجال الحوسبة الخارقة عالميًا. على سبيل المثال، ألغت المملكة المتحدة مشروعًا بقيمة 800 مليون جنيه إسترليني لبناء حاسوب من نفس الفئة.

إرث “إل كابيتان” وتكريم كارتر

خلال مراسم تدشين “إل كابيتان”، أشار مدير مختبر لورانس ليفرمور إلى الرئيس الأمريكي الراحل جيمي كارتر الذي ساهم في إنشاء وزارة الطاقة. ووصف المدير المشروع بأنه “احتفاء بإرث كارتر في دعم التقدم العلمي”. وفي النهاية.. يمكننا القول بأن “إل كابيتان” ليس مجرد إنجاز تقني؛ بل هو خطوة ثورية نحو مستقبل مليء بالإمكانات. ومع دوره في تعزيز الأمن القومي ودعم الأبحاث المتقدمة، يرسخ هذا الحاسوب مكانة الولايات المتحدة كرائدة عالمية في مجال الحوسبة الخارقة.